الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : ولا ينبغي أن يمتنع من الصدقة باليسير ، فإن قليل الخير كثير قال الله تعالى :

فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره [ الزلزلة : 17 ] وقال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة وقال صلى الله عليه وسلم أردد عنك حذمة السائل ، ولو بمثل رأس الطير من الطعام ، وقال صلى الله عليه وسلم : لا يمنعكم من معروف صغيره ويختار أن يتصدق على ذوي أرحامه ، لما ذكرنا وعلى أهل الخير ، وذوي الفضل ، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يأكل طعامكم إلا مؤمن فإن تصدق على كافر من يهودي أو نصراني ، أو مجوسي جاز لقوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا [ الإنسان : 8 ] والأسير لا يكون إلا كافرا ، وقد مدح الله تعالى مطعمه فدل على استحباب الصدقة عليه ، وروى هشام بن عروة عن أمه أسماء قالت : قدمت علي أمي راغبة مشركة فقلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمي جاءت راغبة مشركة أفأصلها ؟ قال : " نعم صلي أمك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية