الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : ثم توجه إلى منى وعليه السكينة والوقار ، كسيره من عرفات ، حتى إذا صار من بطن محسر حرك دابته قدر رميه بحجر : لرواية جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر ، وعبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الله تعالى على المشعر الحرام وأفاض عليه السكينة ، فلما بلغ وادي محسر أوضع . قال أبو عبيد الله : والإيضاع سير الإبل إذا سارت للخبب ، يقال له الإيضاع ، قال الشاعر :


إذا أعطيت راحلة ورحلا ولم أوضع فقام علي ناعي

فلما أوضع النبي صلى الله عليه وسلم في بطن محسر ، احتمل أن يكون لسعة المكان وهبوط الراحلة ، واحتمل أن يكون ندبا ، فأما ما روي عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم أوضعوا بمثابة ندب [ ص: 183 ] فروى حصين بن الحويرث أن أبا بكر حرك دابته في هذا الموضع حتى إن فخذه لتكدم بالقتب .

وروى هشام بن عروة عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحرد في محسر ويقول :


إليك تعدو قلقا وضينها     مخالفا دين النصارى دينها

وروى أبو العالية عن ابن عمر أنه أوضع في وادي محسر وهو يقول :


إليك تعدو قلقا وضينها     مخالفا دين النصارى دينها
معرضا في بطنها جنينها

التالي السابق


الخدمات العلمية