الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
[ ص: 474 ] كتاب إحياء الموات من كتاب وضعه بخطه لا أعلمه سمع منه .

مسألة : قال الشافعي رحمه الله تعالى : " بلاد المسلمين شيئان : عامر وموات ، فالعامر لأهله وكل ما صلح به العامر من طريق وفناء ومسيل ماء وغيره ، فهو كالعامر في أن لا يملك على أهله إلا بإذنهم ، والموات شيئان : موات ما قد كان عامرا لأهله معروفا في الإسلام ثم ذهبت عمارته فصار مواتا ، فذلك كالعامر لأهله لا يملك إلا بإذنهم . والموات الثاني ما لا يملكه أحد في الإسلام يعرف ، ولا عمارة ملك في الجاهلية إذا لم يملك فذلك الموات الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من أحيا مواتا فهو له .

قال الماوردي : والأصل في جواز إحياء الموات وحصول الملك بالإحياء رواية هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن سعيد بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : من أحيا أرضا ميتة فهي له ، وليس لعرق ظالم حق .

وروى وهب بن كيسان ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من أحيا أرضا ميتة فيها أجر ، وما أكلت العوافي منها فهو له صدقة ، والعوافي : جمع عاف وهو طالب الفضل .

وروى نافع ، عن ابن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، عن عروة قال : أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى أن الأرض أرض الله ، والعباد عباد الله ، ومن أحيا مواتا فهو أحق به جاءنا بهذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين جاءوا بالصلوات عنه .

وروى شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : من أحاط حائطا على أرض فهي له .

[ ص: 475 ] وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : موتان الأرض لله ورسوله ثم هي لكم مني .

وروى الشافعي ، عن سفيان ، عن طاوس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : عمارات الأرض لله ولرسوله ثم هي لكم فيء ولأن ما لم يجر عليه ملك نوعان : أرض ، وحيوان ، فلما ملك الحيوان إذا ظهر عليه بالاصطياد ملك موات الأرض إذا ظهر عليه بالإحياء .

التالي السابق


الخدمات العلمية