الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
مسألة : قال الشافعي : " ويستحب للإمام تعجيل الصلاة لأول وقتها إلا أن يشتد الحر فيبرد بها في مساجد الجماعات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : أول الوقت رضوان الله وآخره عفو الله وأقل ما للمصلي في أول وقتها أن يكون عليها محافظا ومن الخاطرة بالنسيان والشغل والآفات خارجا "

قال الماوردي : وهذا كما قال تعجيل الصلاة لأول وقتها أفضل من تأخيرها على ما سنفصله

وقال أبو حنيفة : تأخير الصلاة أفضل إلا المغرب : استدلالا برواية محمود بن لبيد عن رافع بن خديج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم

[ ص: 63 ] وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لبلال : أنور بالفجر حتى ترى مواقع النبل

ولما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال أحدكم في صلاة ما كان ينتظر الصلاة

ودليلنا قوله تعالى : حافظوا على الصلوات [ البقرة : 238 ] ، والمحافظة عليها : هي المبادرة بفعلها لأول وقتها ليأمن ضياعها ، أو عارضا يقطع عن أدائها ، وروت أم فروة قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل قال : " الصلاة في أول وقتها وروى جرير بن عبد الله ، وعبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أول الوقت رضوان الله ، وآخر الوقت عفو الله

التالي السابق


الخدمات العلمية