الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : وأما مالك فاستدل على تخميس السلب بقوله واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه [ الأنفال : 41 ] ، ولأنه مال مغنوم فأشبه سائر الغنائم ، ودليلنا ما قدمناه من الأخبار من إعطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - السلب من غير تخميس .

وروي أن سلمة بن الأكوع قتل رجلا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - من قتله ؟ قالوا سلمة بن الأكوع قال : له سلبه " . وهذا نص .

وروى سفيان عن الأسود بن قيس عن بشير بن علقمة قال : قتلت رجلا يوم القادسية فبلغ سلبه اثني عشر ألفا فنفلنيه سعد ، ولأن أهل الغنيمة أقوى من أهل الخمس لأمرين : أحدهما كثرة سهمهم ، والثاني حضورهم الوقعة مع القاتل ، ثم كانوا مع قوتهم لا يشاركون القاتل في السلب ، فلأن لا يشاركه أهل الخمس الذين هم أضعف أولى ، والجواب عن الآية قد مضى وقياسهم على الغنيمة مدفوع بهذا الاستدلال .

[ ص: 397 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية