الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : وأما محله ففي الصلاة بعد تكبيرة الإحرام وبه قال أبو حنيفة ، قال مالك : يتوجه قبل الإحرام لتحقق ذلك بالتوجه والإحرام ، وهذا خطأ : لرواية علي ، وأبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض ولأن قوله وجهت وجهي معناه قصدت بوجهي الله سبحانه وأنشد الفراء :

[ ص: 102 ]

أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل

يعني : إليه القصد ، والعمل وإذا كان معناه قصدت بوجهي الله فهو قبل الإحرام غير قاصد بوجهه الله تعالى وإنما هو عازم على العقد وبعد الإحرام قاصد ، لأنه يخبر عن حقيقة توجهه ، فكان ذكره في حقيقته أولى منه في مجازه

التالي السابق


الخدمات العلمية