الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : فإذا ثبت تحريم خطبتها على ما وصفنا من أحكام هذه الأقسام ، فأقدم رجل [ ص: 253 ] على خطبتها مع تحريمه عليها وتزويجه ، فكان آثما بالخطبة ، والنكاح جائز ، وقال داود : النكاح باطل .

وقال مالك : يصح بطلقة استدلالا ، بأن النهي يقتضي فساد المنهي عنه ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : من أدخل في ديننا ما ليس منه فهو رد ، وبقوله صلى الله عليه وسلم : من عمل ما ليس عليه أمرنا فهو رد .

والدليل على صحة النكاح هو أن ما تقدم من العقد غير معتبر فيه ، فلم يؤثر في فساده : ولأن النهي إذا كان لمعنى في غير المعقود عليه لم يمنع من الصحة كالنهي عن أن يسوم الرجل على سوم أخيه أو أن يبيع حاضر لباد ، فأما الاستدلال بالخبرين فيقتضي رد ما توجه النهي إليه ، وهو الخطبة دون العقد .

التالي السابق


الخدمات العلمية