الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " ويقول إذا ركع : سبحان ربي العظيم ثلاثا وذلك أدنى الكمال "

[ ص: 120 ] قال الماوردي : وهذا كما قال : التسبيح في الركوع والسجود سنة مأثورة ، وليس بواجب وهذا قول كافة الفقهاء وقال أحمد بن حنبل : التسبيح فيها واجب لرواية عقبة بن عامر قال : لما نزل قوله تعالى : فسبح باسم ربك العظيم [ الواقعة : 74 ] . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم " . ولما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في سجودكم

وروى صلة بن زفر عن حذيفة أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقول في ركوعه : " سبحان ربي العظيم ، وفي سجوده : سبحان ربي الأعلى

ودليلنا : قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي في حديث " أبي هريرة : ثم اركع حتى تطمئن راكعا ، ثم ارفع حتى تعتدل قائما ، فاقتصر به على بيان المفروض ، ولم يكن في بيان التسبيح ، وهكذا حين وصف أبو حميد الساعدي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن أفعال الصلاة ضربان :

أحدهما : لم يكن خضوعا في نفسه كالقيام ، والقعود لاشتراك فعله الخالق والمخلوق ، فهذا مفتقر إلى ذكر فيه ليمتاز به عن أفعال المخلوقين

والثاني : ما كان خضوعا في نفسه كالركوع والسجود ، لأنه لا يستباح إلا للخالق دون المخلوق فلا يفتقر إلى ذكر ليميزه عن أفعال المخلوقين ، فأما الخبر فعلى طريق الاستحباب

التالي السابق


الخدمات العلمية