الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " ويقول في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا وذلك أدنى الكمال "

قال الماوردي : قد ذكرنا أن التسبيح في الركوع والسجود سنة ، وأنه يقول في سجوده سبحان ربي الأعلى وأدنى كماله ثلاثا : لرواية عون بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ركع أحدكم فليقل : ثلاثا سبحان ربي العظيم ، وذلك أدناه وإذا سجد فليقل : سبحان ربي الأعلى ثلاثا ، وذلك أدناه ويختار أن يضيف إلى تسبيحه من الذكر إن كان منفردا ما رواه صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال : " اللهم لك سجدت ، ولك أسلمت وبك آمنت ، وأنت ربي ، سجد وجهي للذي خلقه ، وشق سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين

فهذا الذكر المسنون في السجود ، فأما الدعاء فيه فقد روى أبو صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء فيختار له أن يدعو بعد الذكر المسنون إن لم يكن إماما يطيل الصلاة ولا مأموما يخالف الإمام ، وكان منفردا بما روت عائشة ، رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده :

[ ص: 129 ] اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك
وروى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يقول في سجوده : اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، أوله وآخره ، علانيته وسره فلو جمع بين دعائه في ذلك كان حسنا ، ولو دعا بغير ذلك من الأدعية المستحبة ، أو المباحة كان جائزا ، ولو تركه كله مع الذكر المسنون أجزأته صلاته ، ولا سجود للسهو عليه

التالي السابق


الخدمات العلمية