الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " فإذا تشهد صلى على النبي فيقول : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " . ( قال ) : حدثنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى الكوفي قال : حدثنا أبو نعيم عن خالد بن إلياس عن المقبري ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتاني جبريل عليه السلام فعلمني الصلاة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فكبر بنا فقرأ بنا بسم الله الرحمن الرحيم فجهر بها في كل ركعة

قال الماوردي : هذا هو الكلام في وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأما صفته فالأكمل المختار فيه ما وصفه الشافعي

وقد روى الشافعي عن مالك ، عن نعيم ، عن محمد بن عبد الله بن زيد ، عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد : أمرنا الله عز وجل أن نصلي عليك يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما علمتم

وروى الشافعي عن إبراهيم بن محمد ، عن سعيد بن إسحاق ، عن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الصلاة : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد

[ ص: 158 ] فأما القدر الواجب من ذلك فهو قوله اللهم صل على محمد ، وما سواه مستحب وليس بواجب ، وكذلك الصلاة على الآل ليست بواجبة ، فلو قال : صلى الله على محمد ففيه وجهان :

أحدهما : يجزئه

والثاني : لا يجزئه كالوجهين في قوله عليكم السلام

التالي السابق


الخدمات العلمية