الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : وإذا شجه موضحة أخذت مقدم رأسه وأعلى جبهته فصار بها موضحا لرأسه وجبهته ففيه وجهان :

أحدهما : أنهما موضحتان ويلزمه ديتاهما ، لأنهما على عضوين فانفرد كل واحد منهما بحكمه .

والوجه الثاني : أنها موضحة واحدة لاتصال بعضها ببعض فلم ينفصل حكمهما بالمحل ، ولو شجه موضحة أخذت مؤخر رأسه وأعلى قفاه فصار بها موضحا لرأسه وقفاه لزمه دية الموضحة في رأسه وحكومة الموضحة في قفاه وجها واحدا ، لأنهما عضوان ولموضحتهما حكمان ، لأن في موضحة الرأس دية وفي موضحة القفا حكومة فلم يتداخلا مع اختلاف حكمهما ومحلهما ، ولو شجه موضحة في طرفيها ما دون الموضحة تداخلا ولزمه دية الموضحة وإن كان ما دونها مخالفا لحكمها لو انفرد ، لأن الأغلب من حال الموضحة أن يندرج طرفاها حتى يوضح وسطها فألحق الطرفان بالوسط في العضو الواحد وهي متصلة فهي موضحتان يلزمه أرشهما وجها واحدا ، لأن محلهما مختلف وأرشهما مختلف ، لأن في مواضع الجسد حكومة تختلف أرشها باختلاف الشين فلم يتداخل بعضها في بعض مع اختلاف المحل والأرش .

التالي السابق


الخدمات العلمية