الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : وفي الأذنين المستحشفتين ، بهما من الاستحشاف ما باليد من الشلل ، وذلك أن تحركا فلا تتحركا أو تغمزا بما يؤلم فلا تألما .

قال الماوردي : اعلم أن شلل الأعضاء على ضربين :

أحدهما : ما يسلبها جميع المنفعة ولا يبقى فيها إلا الجمال وحده على نقص فيه كشلل اليدين والرجلين ، لأنه قد أذهب منافعهما وبقي بعض جمالهما ، لأنه ليس جمال [ ص: 300 ] السليمة كجمال الشلاء ففيهما إذا شلت بجنايته الدية ، لذهاب المنفعة ، ولو قطعهما بعد الشلل كان فيهما حكومة لذهاب الجمال .

والضرب الثاني : ما يبقى بعد الشلل الجمال والمنفعة على نقص فيهما كاستحشاف الأذنين والأنف ، لأن الأذنين بعد استحشافهما تجمع الصوت ، والأنف بعد استحشافه يجذب الروائح المشمومة ففيهما إذا جنى عليهما فاستحشفتا قولان : أحدهما : الدية كاملة كغيرها من الأعضاء إذا شلت .

والثاني : حكومة لبقاء الجمال والمنفعة ، ولو قطعهما بعد الاستحشاف كان على قولين أيضا :

أحدهما : فيهما الدية إذا قيل في استحشافهما حكومة .

والقول الثاني : فيهما حكومة إذا قيل في استحشافهما الدية .

التالي السابق


الخدمات العلمية