فصل :  
وإذا لحق المرتد بدار الحرب كانت أحكام الحياة جارية عليه  ما لم يمت رجلا كان أو امرأة .  
وقال  
أبو حنيفة      : تجري على المرأة أحكام الحياة ، وعلى الرجل أحكام الموت ، فيقسم ماله بين ورثته ، ويعتق عليه مدبروه وأمهات أولاده ، وتحل عليه ديونه المؤجلة . فإن رجع إلى الإسلام ، رجع بما بقي في أيدي ورثته من تركته الباقية ، ولم      
[ ص: 170 ] يرجع بما استهلكوه ، وقد نفذ عتق أمهات أولاده ومدبريه ، ولا يتأجل ما حكم بحلوله من ديونه ، احتجاجا بأن الردة توجب زوال الملك ، فصارت كالموت .  
ودليلنا : أنه حي ، فلم يجز أن يورث كسائر الأحياء .  
ولأن من جاز إسلامه من ردته ، لم يقسم ماله بين ورثته كالمرتد في دار الإسلام .  
ولأن من منعت دار الإسلام من إجراء حكم الموت عليه ، منعت دار الحرب من إجراء حكم الموت عليه كالمرتدة .  
وقياسه منتقض بالردة في دار الإسلام .  
فصل :  
فإذا ثبت هذا ، كان  
ما خلفه في دار الإسلام باقيا على ملكه  ، فإن عاد من دار الحرب وأخذ ماله سرا ، أو كان قد حمله حين  
لحق بدار الحرب  ، ثم ظهر المسلمون عليه لم يجز أن يغنم ماله ، وكان في أمان منا .  
وقال  
أبو حنيفة      : يجوز أن يغنم ماله اعتبارا بحكم الدار .  
واعتباره عندنا بالمالك أولى كالمسلم .