الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : والقسم الثاني من أسمائه ما اختص باسم المعبود دون العبد ، وهو الإله ، أجمعوا على أنه اسم اشتقاق ، واختلفوا فيما اشتق منه على وجهين :

أحدهما : أنه مشتق من الوله ؛ لأن العباد يألهون إليه أي : يدعون إليه في أمورهم .

والوجه الثاني : أنه مشتق من الألوهية وهي العبادة من قوله : فلان يتأله أي : يتعبد .

واختلف على هذين الوجهين هل اشتق اسم الإله من فعل الوله والعبادة أو من استحقاقها على وجهين :

أحدهما : أنه اشتق من فعلها ، فعلى هذا يكون مشتقا من صفات أفعاله .

والوجه الثاني : أنه مشتق من استحقاقها ، فعلى هذا يكون مشتقا من صفات ذاته . [ ص: 257 ] وعلى كلا الوجهين يكون الحالف بالإله منعقد اليمين في الظاهر والباطن إن كان من أهل الملل ؛ لأن جميع أهل الملل ليس لهم إله غير الله ، وإن كان من غير أهل الملل من عبدة الأصنام ، انعقد به اليمين في الظاهر ، وكان في الباطن موقوفا على إرادته ؛ لأنهم يجعلون هذا الاسم مشتركا بين الله تعالى وبين أصنامهم التي يعبدونها .

التالي السابق


الخدمات العلمية