الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : والقسم الرابع من أسمائه تعالى : ما كان إطلاقه مختصا بالله تعالى في الظاهر ، واختلف في جواز العدول به عن الباطن على وجهين ، وهو ثلاثة أسماء :

القدوس ، والخالق ، والبارئ .

فأما القدوس : فهو اسم من أسماء الله تعالى مختص به في العرف ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :

أحدها : أنه المبارك ، قاله قتادة .

والثاني : أنه الطاهر ، قاله وهب بن منبه .

والثالث : أنه المنزه من القبائح .

والرابع : أنه اسم مشتق من تقديس الملائكة ، فإذا حلف بالقدوس كان كالحالف بالله تعالى في الظاهر ، فإن عدل به عن الباطن إلى غيره ، ففيه وجهان :

أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفا في الظاهر والباطن ، إذا قيل : إن معناه المبارك أو الطاهر .

والوجه الثاني : لا يجوز ، ويكون حالفا ، ويكون ظاهرا في الظاهر والباطن إذا قيل : إنه مشتق من تقديس الملائكة ، وإنه المنزه من جميع القبائح .

وأما الخالق : فمن أسمائه ، وفي معناه وجهان :

أحدهما : أنه المحدث للأشياء على إرادته .

والثاني : أنه المقدر لها بحكمته ، فإذا حلف بالخالق كان حالفا في الظاهر ، فإن عدل به في الباطن إلى غيره من المخلوقين ، ففيه وجهان :

[ ص: 259 ] أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفا في الباطن ، إذا قيل : إن معناه المقدر للأشياء بحكمته .

والوجه الثاني : لا يجوز ، ويصير به حالفا إذا قيل : إن معناه المحدث للأشياء على إرادته .

وأما البارئ : فمن أسمائه تعالى ، وفي معناه وجهان :

أحدهما : أنه المنشئ للخلق .

والثاني : أنه المميز للخلق ، فإذا حلف بالبارئ كان حالفا في الظاهر ، فإن عدل به في الباطن إلى غيره ، فعلى الوجهين :

أحدهما : يجوز ، ولا يصير به حالفا إذا قيل : إن معناه المميز للخلق .

والثاني : لا يجوز ، ويصير به حالفا ، إذ قيل : إن معناه المنشئ للخلق .

التالي السابق


الخدمات العلمية