فصل :  
والقسم الخامس من أسمائه ما كان إطلاقه مختصا بالله تعالى في الظاهر ، وجاز أن يعدل به إلى غيره في الباطن  وجها واحدا :  
أحدهما : المهيمن .  
والثاني : القيوم .  
فأما المهيمن فهو من أسمائه في العرف ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :  
أحدها : أنه الشاهد ، قاله  
قتادة      .  
والثاني : أنه الأمين ، قاله  
الضحاك      .  
والثالث : أنه المصدق ، قاله  
عبد الرحمن بن زيد      .  
والرابع : أنه الحافظ .  
فإذا حلف بالمهيمن كان حالفا بالله تعالى في الظاهر ، فإن عدل به إلى غيره من الباطن جاز ، ولم يكن حالفا .  
روي  عن  
عمر بن الخطاب      - رضي الله عنه - أنه قال : إني داع فهيمنوا  ، أي : قولوا آمين حفظا للدعاء ، فسمي القائل آمين مهيمنا ، وقد قال الشاعر في  
أبى بكر   رضي الله عنه :  
ألا إن خير الناس بعد نبيه  مهيمنه التاليه في العرف والنكر  
يعني الحافظ للناس بعده .   
[ ص: 260 ] وأما القيوم : فمن أسمائه ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :  
أحدها : أنه القائم بتدبير خلقه .  
والثاني : أنه القائم بالوجود .  
والثالث : أنه القائم بالأمور .  
والرابع : أنه اسم مشتق من الاستقامة .  
فإذا حلف بالقيوم كان حالفا بالله في الظاهر ، فإن عدل به إلى غيره في الباطن جاز ، ولم يكن حالفا ؛ لأن معانيه يجوز أن تكون مستعملة في غيره .