الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : والقسم الخامس من أسمائه ما كان إطلاقه مختصا بالله تعالى في الظاهر ، وجاز أن يعدل به إلى غيره في الباطن وجها واحدا :

أحدهما : المهيمن .

والثاني : القيوم .

فأما المهيمن فهو من أسمائه في العرف ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :

أحدها : أنه الشاهد ، قاله قتادة .

والثاني : أنه الأمين ، قاله الضحاك .

والثالث : أنه المصدق ، قاله عبد الرحمن بن زيد .

والرابع : أنه الحافظ .

فإذا حلف بالمهيمن كان حالفا بالله تعالى في الظاهر ، فإن عدل به إلى غيره من الباطن جاز ، ولم يكن حالفا .

روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : إني داع فهيمنوا ، أي : قولوا آمين حفظا للدعاء ، فسمي القائل آمين مهيمنا ، وقد قال الشاعر في أبى بكر رضي الله عنه :


ألا إن خير الناس بعد نبيه مهيمنه التاليه في العرف والنكر

يعني الحافظ للناس بعده .

[ ص: 260 ] وأما القيوم : فمن أسمائه ، واختلف في معناه على أربعة أوجه :

أحدها : أنه القائم بتدبير خلقه .

والثاني : أنه القائم بالوجود .

والثالث : أنه القائم بالأمور .

والرابع : أنه اسم مشتق من الاستقامة .

فإذا حلف بالقيوم كان حالفا بالله في الظاهر ، فإن عدل به إلى غيره في الباطن جاز ، ولم يكن حالفا ؛ لأن معانيه يجوز أن تكون مستعملة في غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية