مسألة : قال  
الشافعي   رضي الله عنه : " وإذا كان هكذا كان  
تحسين الصوت بذكر الله والقرآن  أولى محبوبا قال  
الشافعي   رحمه الله : وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "  
nindex.php?page=hadith&LINKID=925699ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الترنم بالقرآن  ،  
nindex.php?page=hadith&LINKID=925700وسمع النبي صلى الله عليه وسلم  عبد الله بن قيس   يقرأ ، فقال " لقد أوتي هذا من مزامير  آل داود      "  قال  
الشافعي   رحمه الله : لا بأس بالقراءة بالألحان ، وتحسين الصوت بأي وجه ما كان ، وأحب ما يقرأ إلي حدرا وتحزينا . قال  
المزني   رحمه الله : سمعت  
الشافعي   يقول : لو كان معنى " يتغنى بالقرآن " على الاستغناء ، لكان يتغانى وتحسين الصوت هو يتغنى ، ولكنه يراد به تحسين الصوت " .  
قال  
الماوردي      : أما  
تحسين الصوت بالقرآن حدرا وتحزينا  فمستحب ، لما رواه  
الشافعي   رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "  
nindex.php?page=hadith&LINKID=925699ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الترنم بالقرآن     " وروي :  
حسن الصوت بالقرآن زينة القرآن     .  
ومعنى قوله " أذن الله " أي : ما استمع الله . ومنه قوله تعالى :  
وأذنت لربها وحقت     [ الانشقاق : 2 ] . أي : سمعت له وحق لها أن تسمع .  
وروى  
البراء بن عازب   ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : "  
nindex.php?page=hadith&LINKID=925702حسنوا القرآن بأصواتكم     " .  
وروى  
الزهري   ، عن  
عمرة  ، عن  
عائشة  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع قراءة أبي موسى ، فقال : "  
nindex.php?page=hadith&LINKID=925703لقد أوتي هذا من مزامير آل داود     " .   
[ ص: 197 ] وروي عن  
أبي موسى   قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "  
لو رأيتني وأنا أسمع قراءتك ، فقلت : يا رسول الله ، لو علمت أنك تسمعني لحبرته تحبيرا     "  
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  
nindex.php?page=hadith&LINKID=925704من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل ، فليقرأ بقراءة  ابن أم عبد      " يعني  
عبد الله بن مسعود   ، لحسن أدائه ، وصحة ترتيله ، وتحقيق ألفاظه .  
وكان  
أبي بن كعب   ذا صوت حسن ، وأداء صحيح ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "  
nindex.php?page=hadith&LINKID=925705لقد أمرت أن أقرأ عليك ، فقرأ عليه     .  
واختلف أهل العلم في قراءته عليه .  
فقال بعضهم : ليستن به الناس بعده ، فلا يستنكف شريف أن يقرأ على مشروف ، ولا كبير على صغير .  
وقال آخرون : ليسمع الناس قراءته وأداءه ، فيأخذون عنه .  
وقال آخرون : أراد به تفضيل أبي بذلك ، ولأن في تحسين الصوت بالقرآن تحريك القلوب بالحزن والخشوع ، وإنذار النفوس بالحزن والخضوع ، فيكون أبعث على الطاعة وأمنع من المعصية .  
وروي  
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ذات ليلة في تهجده سورة النساء حتى إذا بلغ إلى قوله تعالى :  فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا     [ النساء : 41 ] . فبكى حتى علا نحيبه ، ولم يزل يرددها حتى تحزن صوته     .  
ومر بعض أهل البطالة ، وقد هم بمعصية وقتل نفس ، بصالح المري وهو يقرأ  
وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا     [ الفرقان : 23 ] . فانزجر بها ، وألقى السكين من يده ، وخر مغشيا على وجهه ، وتاب ، وصار ناسكا .