الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

صفحة جزء
فصل : فأما أحمد بن حنبل ومن تابعه فاستدلوا على إثبات كفره برواية جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : بين الكفر والإيمان ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر .

والدلالة على إسلامه أن الشرع يشتمل على أوامر ونواهي ، فلما لم يكفر بفعل ما نهي عنه إذا كان معتقدا لتحريمه ، لم يكفر بترك ما أمر به إذا كان معتقدا لوجوبه ؛ ولأنه لو كان كافرا بتركها لكان مسلما بفعلها ، فلما لم يكن مسلما بفعلها لم يكن كافرا بتركها .

فأما الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم " فمن تركها فقد كفر " ففيه جوابان :

أحدهما : أنه قال ذلك على طريق الزجر ، كما قال : " لا إيمان لمن لا أمانة له " .

والثاني : أنه أراد بذلك أن حكمه حكم الكفار في إباحة الدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية