صفحة جزء
[ ص: 258 ] باب الحيض وهو دم طبيعة وجبلة


باب الحيض .

وهو مصدر : حاضت المرأة تحيض حيضا ، ومحيضا ، فهي حائض وحائضة : إذا جرى دمها ، فأصله السيلان ، مأخوذ من قولهم : حاض الوادي إذا سال ، وحاضت الشجرة : إذا سال منها شبه الدم ، وهو الصمغ الأحمر ، واستحيضت المرأة : استمر بها الدم بعد أيامها فهي مستحاضة ، وتحيضت أي : قعدت أيام حيضها عن الصلاة ، ويسمى أيضا الطمث ، والعراك ، والضحك ، والإعصار ، وهو ثابت بالإجماع ، وسنده قوله تعالى ويسألونك عن المحيض [ البقرة 222 ] الآية والسنة ، قال أحمد : الحيض يدور على ثلاثة أحاديث : حديث فاطمة ، وأم حبيبة ، وحمنة ، وفي رواية : وحديث أم سلمة مكان حديث أم حبيبة ( وهو دم طبيعة ) سجية ( وجبلة ) خلقة كتبه الله تعالى على بنات آدم ترخيه الرحم ، إذا بلغت في أوقات معلومة ، يخرج من قعر الرحم ، وليس هو بدم فساد ، بل خلقه الله لحكمة غذاء الولد وتربيته ، وهو مخلوق من مائهما ، فإذا حملت ، انصرف ذلك بإذن الله تعالى إلى غذائه ، ولذلك لا تحيض الحامل ، فإذا وضعته قلبه الله تعالى بحكمته لبنا يتغذى به ، ولذلك قلما تحيض المرضع ، فإذا خلت عنهما بقي الدم لا مصرف له فيستقر في مكان ، ثم يخرج في الغالب في كل شهر ستة أيام أو سبعة ، وقد يزيد على ذلك ، ويقل ، ويطول شهرها ويقصر [ ص: 259 ] بحسب ما ركبه الله تعالى في الطباع ، ولهذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ببر الأم ثلاث مرات ، وببر الأب مرة واحدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية