صفحة جزء
ويستحب عقد النكاح مساء يوم الجمعة ، وأن يخطب قبل العقد بخطبة ابن مسعود وأن يقال للمتزوج : بارك الله لكما وعليكما ، وجمع بينكما في خير وعافية . وإذا زفت إليه قال : اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما جبلتها عليه ، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه .


( ويستحب عقد النكاح مساء يوم الجمعة ) لما روى أبو هريرة مرفوعا ، قال : امسوا بالأملاك ; فإنه أعظم للبركة رواه أبو حفص ; ولأنه أقرب إلى مقصوده ، وأقل لانتظاره ، وقد استحب جماعة من السلف هذا اليوم ; لأنه شريف ويوم عيد ، وفيه خلق آدم ; لقوله عليه السلام : خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة وفي " الغنية " : الخميس والجمعة والمساء به أولى ، ( وأن يخطب قبل العقد بخطبة ابن مسعود ) قال : علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد في الحاجة ، وهو أن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ويقرأ ثلاث آيات اتقوا الله حق تقاته واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام اتقوا الله وقولوا قولا سديدا الآيات رواه أحمد ، وأبو [ ص: 17 ] داود ، والترمذي وحسنه ، وظاهره خطبة واحدة ، وليست واجبة ، خلافا لداود ، وإن أخرت عنه جاز ، وإنه يستحب أن يضيف إليها وأنكحوا الأيامى منكم الآية [ النور : 32 ] وقبلها : إن الله تعالى أمر بالنكاح ، ونهى عن السفاح ، وكان أحمد إذا لم يسمع الخطبة انصرف ( وأن يقال للمتزوج : بارك الله لكما وعليكما ، وجمع بينكما في خير وعافية ) ; لما روى أبو هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفأ إنسانا تزوج قال : بارك الله لك وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، ( وإذا زفت إليه ) أي : أهديت إليه ( قال : اللهم إني أسألك خيرها ، وخير ما جبلتها ) أي : خلقتها وطبعتها عليه ( وأعوذ بك من شرها ، وشر ما جبلتها عليه ) رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه - ولفظه له - عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، مرفوعا ، ولفظه قال : إذا أفاد أحدكم امرأة أو خادما أو دابة ، فليأخذ بناصيتها ، وليقل . . . إلى آخره .

التالي السابق


الخدمات العلمية