صفحة جزء
[ ص: 334 ] باب شروط الصلاة

وهي ما يجب لها قبلها ، وهي ست : أولها دخول الوقت ،


باب شروط الصلاة .

الشروط : جمع شرط ، كفلوس جمع فلس ، والشرائط : جمع شريطة ، قاله الجوهري ، والأشراط واحد شرط بفتح الشين ، والراء ، وسمي شرطا ، لأنه علامة على المشروط ، ومنه قوله تعالى فقد جاء أشراطها [ محمد 18 ] .

وفي الاصطلاح : هو ما يلزم من انتفائه انتفاء الحكم ، كالإحصان مع الرجم ، فالشرط ما لا يوجد المشروط مع عدمه ، ولا يلزم أن يوجد عند وجوده ، وهو عقلي كالحياة للعلم ، ولغوي : كإن دخلت الدار فأنت طالق ، وشرعي : كالطهارة للصلاة ، وقال بعضهم : هو ما يتوقف عليه صحة الشيء إن لم يكن عذر ، ولا يكون منه ، ( وهي ما يجب لها قبلها ) أي : يتقدم على الصلاة ، ويسبقها ، ويجب استمرارها فيها ، وبهذا المعنى فارقت الأركان .

( وهي ست ) كذا بخط المؤلف بغير هاء ، وقياسه ستة بالهاء ، لأن واحدها شرط ، وهو مذكر يلزم الهاء في جمعه لقوله تعالى وثمانية أيام فكأنه قال : شرائط الصلاة ، وهي ست كما ذكره في " الهداية " والعمدة ( أولها دخول الوقت ) لقوله تعالى أقم الصلاة لدلوك الشمس [ الإسراء 78 ] قال ابن عباس : دلوكها إذا فاء الفيء ، ويقال : هو غروبها ، وقيل : طلوعها ، وهو غريب ، قال عمر : الصلاة لها وقت شرطه الله لها لا تصح إلا به ، وحديث جبريل حين أم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلوات الخمس ، ثم قال : يا محمد هذا وقت الأنبياء [ ص: 335 ] من قبلك ، فالوقت سبب وجوب الصلاة ، لأنها تضاف إليه ، وهي تدل على السببية ، وتتكرر بتكرره ، وهو سبب نفس الوجوب ، إذ سبب وجوب الأداء الخطاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية