صفحة جزء
ومن كانت عنده شهادة لآدمي يعلمها لم يقمها حتى يسأله ، فإن لم يعلمها استحب إعلامه بها ، وله إقامتها قبل ذلك .


( ومن كانت عنده شهادة لآدمي يعلمها لم يقمها حتى يسأله ) لقول النبي صلى الله عليه وسلم : خير القرون قرني الخبر وهو صحيح ، لأن أداءها حق لآدمي فلا يستوفى إلا برضاه كسائر حقوقه ، ولا يقدح ذلك في عدالته كشهادة حسبة ، ويقيمها بطلبه ولو لم يطلبها الحاكم ، ويحرم كتمها .

قال الشيخ تقي الدين : ويقدح فيه ، وقال : إن كان بيد من لا يستحقه ولا يصل إلى من يستحقه لم يلزمه إعانة أحدهما ، ويعين متأولا مجتهدا ( فإن لم يعلمها استحب إعلامه بها ) لأن ذلك تنبيها على حقه ، وكالوديعة ( وله إقامتها قبل ذلك ) لقوله صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بخير الشهداء ! الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها رواه مسلم ، وترك إطلاق هذا الحديث لأجل الخبر الآخر جمعا بينهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية