[ ص: 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم . 
رب يسر واختم بخير يا كريم . 
قال الشيخ الإمام العالم العامل 
شمس الدين أبو محمد محمد بن أبي الفتح بن أبي الفضل البعلي الحنبلي  ـ رضي الله عنه ـ وأثابه الجنة : . 
الحمد لله الذي خلق الإنسان ، وعلمه البيان ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، شهادة تبوئ قائلها دار الأمان ، وأشهد أن 
محمدا  عبده ورسوله المبعوث بأوضح حجة ، وأظهر برهان ، صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وأصحابه ، وأزواجه وتابعيهم بإحسان ، ما اختلف الملوان ، وتعاقب الجديدان . 
أما بعد ، فهذا مختصر يشتمل على شرح ألفاظ ـ في كتاب " المقنع " ـ مشكلة ـ في الفقه على مذهب 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل  ـ رضي الله عنه ـ تأليف 
الإمام أبي محمد عبد الله بن محمد المقدسي  ـ وتقييدها لفظا . 
وقد تذكر ألفاظ تشكل على بعض المبتدئين دون غيرهم ، وربما ذكرت فيه إعراب بعض اللفظات التي قد يغلط فيها . 
وهو مرتب على أبوابه ، ولا تؤخر اللفظة من باب إلى آخر غالبا ، إلا أن تكون مضافة إلى بعض الأبواب ، فتذكر ثم ; كلفظة الغسل ، والصلاة ، والزكاة ، والحج ، والجهاد ، ونحو ذلك ، فتطلب في أول ذلك الباب . وأخرت الكلام على أسماء الأعلام ، فبدأت باسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم بالأنبياء ـ عليهم السلام ـ ثم بالصحابة ، ثم من بعدهم على حسب وفياتهم ، ثم ختمت بالمصنف ـ رحمه الله . وعلى الله أعتمد ، وإليه أتوجه وأستند ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .  
[ ص: 2 ]   " الحمد لله " . 
الحمد : هو الثناء على الله ـ تعالى ـ بجميل صفاته ، وبينه وبين الشكر عموم وخصوص ، فعمومه أن يكون لمسدي النعمة ولغيره ، وخصوصه بأنه لا يكون إلا باللسان ، وعموم الشكر بأنه يكون بغير اللسان ، وخصوصه بأنه لا يكون إلا لمسدي النعمة ، قال الشاعر : . 
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا 
  . 
وقيل : هما سواء . 
" المحمود " : يجوز فيه رفعه ، ونصبه ، وجره ، وهو الوجه ، وكذلك ما بعده من الصفات . 
" الموجد خلقه على غير مثال " ؛ أي : مخلوقاته ، أنشأها من العدم على غير مثال ، لكمال قدرته . 
" وذرات الرمال " : الذرات : واحدتها ذرة ، وهي صغرى النمل ، ثم استعمل في الرمل تشبيها ، ويجوز أن يكون جمع ذرة ، وهي المرة من ذر ; بمعنى مذرورة . 
" لا يعزب " : بضم الزاي وكسرها ؛ أي : لا يبعد ولا يغيب . 
" وصلى الله " : 
الصلاة من الله تعالى   : الرحمة ، ومن الملائكة : الاستغفار ، ومن الآدمي : التضرع والدعاء . وقال 
أبو العالية    : صلاة الله : ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة : الدعاء . 
" على سيدنا " : 
السيد   : هو الذي يفوق في الخير قومه ، قاله 
 nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج  ، وقيل : التقي ، وقيل : الحليم ، وقيل : الذي لا يغلبه غضبه ، وجميع ذلك فيه ـ صلى الله عليه وسلم .  
[ ص: 3 ]   " 
محمد    " . 
سمي 
محمدا  لكثرة خصاله المحمودة ، وهو علم منقول من التحميد مشتق من الحميد اسم الله تعالى . 
وقد أشار إليه 
 nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت  رضي الله عنه بقوله : 
وشق له من إسمه ليجله     فذو العرش محمود 
وهذا محمد . 
" 
المصطفى   " هو الخالص من الخلق وهو خير الخلائق كافة . 
" وآله " . 
الصواب : جواز إضافته إلى المضمر خلافا لمن أنكر ذلك . والآل يطلق بالاشتراك اللفظي على ثلاثة معان : أحدها : الجند والأتباع ؛ كقوله تعالى : ( 
آل فرعون   ) ( البقرة 50 ) ؛ أي أجناده وأتباعه ، والثاني : النفس ؛ كقوله تعالى ( 
آل موسى وآل هارون   ) ( البقرة 248 ) بمعنى أنفسهما ، والثالث : أهل البيت خاصة ، وآله أتباعه على دينه ، وقيل : 
بنو هاشم  وهو اختيار 
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي  ، وقيل : آله أهله ولو قال في التشهد وعلى 
أهل محمد  أجزأ في أحد الوجهين . 
" بالغدو والآصال " . 
الغدو نفس الفعل ، تقول : غدا غدوا وعبر بالفعل عن الوقت ، والمراد به الغدوات كما تقول : آتيك طلوع الشمس ؛ أي وقت طلوعها   
[ ص: 4 ]   " والآصال " . 
الآصال : جمع أصل ، والأصل جمع أصيل وهو ما بين العصر وغروب الشمس . 
" وإيجازه " . 
أي تقصيره ، يقال : أوجز في الكلام إذا قصره فهو كلام موجز وموجز ووجز ووجيز ، كله عن 
الجوهري    . 
" وسطا بين القصير والطويل " . 
أي متوسطا بينهما ، قال 
الواحدي    : الوسط اسم لما بين طرفي الشيء ، وأما اللفظ به وبما أشبهه في لفظه ، فقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد محمد بن يزيد    : ما كان اسما فهو وسط محرك السين ؛ كقولك وسط رأسه صلب ، وما كان ظرفا فهو مسكن ؛ كقولك وسط رأسه دهن ؛ أي في وسطه ، وقال 
ثعلب    : ما اتحدت أجزاؤه ولم يتميز بعضه من بعض فهو وسط بتحريك السين نحو : وسط الدار ، وما التقت أجزاؤه متجاورة فهو وسط كالعقد وحلقة الناس ، وقال 
الفراء    : الوسط المثقل اسم ؛ كقولك رأس وسط وربما خففت وليس بالوجه وجلس وسط القوم ولا تقل وسط لأنه في معنى بين ، وقال 
الجوهري    : كل موضع صلح فيه بين فهو وسط ، وما لم يصلح فيه بين فهو وسط بالتحريك ، وربما سكن وليس بالوجه ، قال 
الفراء    : قال 
يونس    : سمعت وسط ووسط . 
" وحجمه " . 
بمعنى ضخامته . 
" وفهمه " . 
بفتح الهاء وسكونها لغتان كفلس وفرس .