صفحة جزء
وهو أربع عشرة سجدة في الحج منها اثنتان


( وهو أربع عشرة سجدة ) وهذا هو المشهور ، والصحيح من " المذهب " ، وعنه : خمس عشرة سجدة لما روى أبو داود عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة فعلى هذا سجدة ( ص ) من عزائم السجود ، واختاره أبو بكر ، وابن عقيل ، والصحيح أنها ليست من عزائم السجود ، بل سجدة شكر . لما روى البخاري عن ابن عباس قال : ( ص ) ليست من عزائم السجود ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سجدها داود توبة ، ونسجدها شكرا ) رواه النسائي . فعلى هذا يسجد خارج الصلاة ، فإن سجد فيها عالما بطلت ، ذكره الجماعة ، وقيل : لا تبطل ; وهو أظهر ; لأن سببها من الصلاة ، فإذا سقط منها بقي أربع عشرة منها ثلاث في المفصل ; لأنه عليه السلام سجد في النجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون ، رواه البخاري من حديث ابن عباس ، وسجود الفريقين معه ; لكونها أول سجدة لا لغيره ، وعن أبي هريرة قال : سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ( الانشقاق ) وفي ( اقرأ باسم ربك ) رواه مسلم . ( وفي الحج منها اثنان ) هذا قول عمرو ، وابنه ، وعلي ، وأبي الدرداء ، وأبي موسى ، وابن عباس ; لقوله عليه السلام ( في الحج سجدتان ) . رواه أبو داود ، وابن ماجه من حديث عمرو بن العاص ; وهو من رواية عبد الله بن [ ص: 31 ] منين عن عمرو ، ولم يرو عنه غير الحارث بن سعيد ، وقوله : ( من لم يسجدهما فلا يقرأهما ) . رواه أحمد وغيره من رواية ابن لهيعة ، وعنه : الأولى فقط ، وعنه : عكسه . تنبيه : إذا قرأ سجدة ثم أعادها ففي تكرارها وجهان ، وقيل : يوحدها الراكب في صلاة ، ويكررها غيره ، ويتوجه مثله تحية مسجد إن تكرر دخوله ، ويأتي فيمن تكرر دخوله مكة . فائدة : موضع سجدة ( ص ) عند ( وأناب ) و ( حم ) عند " يسأمون " ; لأنه من تمام الكلام ، وقيل : " يعبدون " ، واختاره جماعة ; لأن الأمر بالسجود فيها ، وعنه : يخير .

التالي السابق


الخدمات العلمية