صفحة جزء
ولا يصلي الإمام على الغال ، ولا من قتل نفسه .


( ولا يصلي الإمام ) أي : الإمام الأعظم ، نقله الجماعة ، واختاره " الخلال " ، وجزم به في " التبصرة " ، وقيل : أو نائبه ، وإمام قرية ، وهو واليها في القضاء ، نقله حرب ( على الغال من الغنيمة ) نص عليه ; لأنه ـ عليه السلام ـ امتنع من الصلاة على رجل من المسلمين فقال : صلوا على صاحبكم ، فتغيرت وجوه القوم ، فقال : إن صاحبكم غل في سبيل الله رواه أحمد ، واحتج به ، وأبو داود ، والنسائي بإسناده من حديث زيد بن خالد ; وهو شامل للقليل والكثير ( ولا على من قتل نفسه ) عمدا في الأصح ، لما روى مسلم عن جابر بن سمرة أن رجلا قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه ، وفي رواية للنسائي قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أما أنا فلا أصلي عليه وهو سهم له نصل عريض ليس بالطويل ، وقيل : يحرم ، وحكي رواية ، قال ابن عقيل : هو في هجر أهل البدع والفساق ، لأن في امتناع الإمام ردعا وزجرا ، وظاهره أنه يصلي عليهما غير الإمام ، قاله السامري وغيره ; لقوله ـ عليه السلام ـ [ ص: 262 ] صلوا على من قال : لا إله إلا الله رواه الخلال ، ويصلي على كل عاص ، نص عليه ، وقال : ما نعلم أنه ـ عليه السلام ـ ترك الصلاة على أحد إلا على الغال وقاتل نفسه ، ويلحق بهما صاحب بدعة مكفرة ، وعنه : ولا يصلي على أهل الكبائر ، جزم في " الترغيب " ، واختاره المجد في كل من مات عن معصية ظاهرة بلا توبة ; وهو متجه ، وعنه ، ولا على من قتل في حد ، ولا على مدين ، وعنه : يصلي على كل أحد ، اختاره ابن عقيل ، كما يصلي غيره حتى على باغ ومحارب .

التالي السابق


الخدمات العلمية