صفحة جزء
[ ص: 250 ] ثم لما كان النسخ لاحقا للكتاب والسنة جميعا ، عقبناهما به ، وما ذكره الغزالي عذرا في تقديمه على السنة غير مرضي ، والله أعلم .


قوله : " ثم لما كان النسخ لاحقا للكتاب والسنة جميعا ، عقبناهما به " ، أي : ذكرنا النسخ عقيبهما ، أي : بعد انقضاء الكلام فيهما ، وهذا توجيه لمناسبة ذكر النسخ بعدهما .

قوله : " وما ذكره الغزالي عذرا في تقديمه على السنة غير مرضي " ، وذلك لأن الغزالي رحمه الله تعالى ذكر النسخ بعد الكلام على الكتاب ، وقبل الكلام على السنة ، واعتذر عن ذلك بوجهين :

أحدهما : أن النسخ أخص بالقرآن لإشكاله وغموضه بالنسبة إليه ، مع اشتباهه بالبداء ، واستحالة البداء على الله تعالى .

الوجه الثاني : أن الكلام على السنة طويل ، لتعلقه ببيان أحكام التواتر والآحاد ، ومراتب ألفاظ الرواة ، وغير ذلك ; فكأنه قصد بضم النسخ إلى القرآن التعديل بينهما في المقدار ، أي : أن يكون الكلام في القرآن والنسخ معادلا للكلام في السنة مع طولها ، تحقيقا أو تقريبا .

وإنما قلنا : إن ذلك غير مرضي ; لأن مقصده المذكور مع مناسبة وضع الأشياء مواضعها ، طردي محض ; فالمناسب متعين التقديم ، والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية