الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يوسف إستيس.. من قس متعصب إلى داعية إسلامي

يوسف إستيس.. من قس متعصب إلى داعية إسلامي

يوسف إستيس.. من قس متعصب إلى داعية إسلامي

الشيخ "يوسف إستيس" الداعية الأمريكي (القسيس سابقاً) يعد من أفضل الدعاة في أمريكا.. كان إسلامه وأسرته عام 1991م. وقد أسلم على يديه الكثيرون ولا يكاد يمر يوم إلا ويسلم على يديه أناس كثيرون.

يتميز بحسن الخلق ومحبة الناس له ولطف تعامله وتذكيره الدائم بالله.

نشأ "جوزيف إستيس" في عائلة نصرانية شديدة الالتزام، وكان يعمل بتجارة الأنظمة الموسيقية وبيعها للكنائس.
درس الإنجيل والمذاهب النصرانية وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم اللاهوتية النصرانية، إلا أنه واجهته عدة أسئلة في النصرانية لم يجد لها إجابة، بل تركت في نفسه الحيرة والاستغراب.
تسببت نشأته المتعصبة في كراهيته الشديدة للإسلام والمسلمين، فلم يكن يسمع عنهم غير أنهم أناس وثنيون لا يؤمنون بالله ويعبدون صندوقاً أسود في الصحراء (الكعبة المشرفة) وأنهم همجيون وإرهابيون يقتلون من يخالف معتقدهم.

يقول "إستيس" عن إسلامه: "قصتي مع الإسلام ليست قصة أحد أُهدي إليه مصحف مترجم أو كتاب إسلامي، بل كنت عدواً للإسلام فيما مضى، ولم أتوان عن نشر النصرانية، وعندما قابلت ذلك الشخص الذي دعاني للإسلام، كنت حريصاً على إدخاله في النصرانية وليس العكس".

ويضيف: "في عام 1991م، بدأت مع والدي عملاً تجارياً مع رجل مسلم مصري اسمه "محمد عبدالرحمن" ورفضت مقابلته في بداية الأمر لعلمي بأنه مسلم، غير أني وافقت بعد تردد وذلك لدعوته للنصرانية.
دار حديث مطول بيني وبين الرجل المسلم، تطرقنا فيه إلى الحديث عن الإسلام والمسلمين، ووجهت للرجل انتقادات لاذعة ضد الإسلام والمسلمين، إلا أنه تميز بالهدوء وامتص اندفاعي ونقدي الشديد".

قل هو الله أحد
وبعد فترة انتقل محمد إلى العيش في منزلي لبعض الوقت، وقد قمت بدعوة قسيس آخر لمساعدتي في التأثير على محمد للدخول في النصرانية.

وتعددت اللقاءات وحاول الجميع تنصير "محمد عبد الرحمن" وكان من ضمن الأسئلة التي وجهتها له: كم نسخة من القرآن ظهرت طوال ال1400 سنة الماضية؟

فكانت الإجابة أنه ليس هناك إلا مصحف واحد، وأنه لم يتغير أبداً فهو محفوظ من عند رب العالمين. قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: 9).

وتطرق الحديث لعدد من المسائل منها؛ مسألة "التثليث والاعتقاد في الرب في الإسلام". فكانت إجابات "محمد عبدالرحمن" ذات تأثير بالغ في الحضور، وكانت أكثرها تأثيراً حين رد علينا: (قل هو الله أحد . الله الصمد) (الإخلاص: 1، 2).

وكانت هذه هي النقطة الفارقة في حياتي.. وقد اقتنعت بالإسلام. غير أنه كانت هناك مفاجآت عدة في انتظاري، ففي يوم من الأيام طلب صديقي القسيس من محمد أن يذهب معه إلى المسجد، للتعرف أكثر عن عبادة المسلمين وصلاتهم، فرأى المصلين يأتون إلى المسجد يصلون ثم يغادرون دون أي عناء.. مضت أيام وعاد مسلماً فكان لذلك وقع شديد علي وأخذت أسأل نفسي: كيف سبقني هذا إلى الإسلام؟ وأخذت أفكر.
ثم وقفت بين القسيس السابق ومحمد، وأعلنت الشهادة، وبعد لحظات قليلة أعلنت زوجتي إسلامها..
وانتظر والدي شهوراً ثم أسلم.

فقلت: إن إسلامنا جميعاً كان بفضل الله، ثم بالقدوة الحسنة في ذلك المسلم الذي كان حسن الدعوة.

وبدأت رحلة الدعوة إلى الإسلام وتقديم الصورة النقية، التي عرفتها عن الدين الإسلامي، الذي هو دين السماحة والخلق، ودين العطف والرحمة.

ولقد وجدت أن الله سبحانه وتعالى تحدى الكفار بالقرآن الكريم أن يأتوا بمثله أو يأتوا بثلاث آيات مثل سورة الكوثر فعجزوا عن ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة المجتمع 1747

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة