الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النجاح

النجاح

النجاح

كلمة يحبها الجميع ويسعى إلى تحقيقها، فهي تبعث السرور والبهجة، وتجدد النشاط والحيوية، بل وتزيد نسبة القدرات وتفجر الطاقات لدى الإنسان.

كلمة يهتم بها الصغار والكبار، ويهتم بها الرجال والنساء، ويهتم بها العرب والعجم، ويهتم بها القوي والضعيف...؛ فالصغار يفرحون في النجاح من خلال لعبهم وألعابهم، والطلاب وخاصة زمن الاختبارات وظهور النتائج يفرحون بنجاحهم وتفوقهم، والكبار يفرحون بنجاحهم في أعمالهم ومشاريعهم.

الرجال يفرحون بالنجاح عند تحقيقه في رجولتهم ويتباهون بذلك، ويحزنون لمن تخلى عن رجولته، بل ويشمئزون منه، ويعدونه من الساقطين الراسبين، ولا يقبلونه في أوساط الرجال.

والنساء يفرحن بنجاحهن فيما فطرهن الخالق عليه، ويتفاخرن بذلك، ويحزنّ لمن فقدت أنوثتها واسترجلت وصارت تناطح الرجال في خواصهم وجبلتهم التي خُلقوا عليها، بل أنهن يبتعدن عنها، ولا يقبلنها في أوساطهن.

والشاب يفرح عند نجاحه في زواجه بامرأة صالحة طيبة، تدخل السرور إلى بيته، وتحافظ عليه من الانحراف والسقوط.

والفتاة تفرح عند نجاحها في زواج رجل صاحب دين وخلق، يملأها حبا وسعادة، ويحفظها من الهواجس والسقوط.

والموظف يفرح بنجاحه في وظيفته وأدائه لعمله، وجودته فيه وإتقانه له؛ وكذلك كل عامل في عمله.

فالكل يحب النجاح ويسعى إليه، ويخاف من الرسوب والسقوط، ويهرب منه.

ومن الوسائل المساعدة والمهمة للنجاح:

1-الإيمان بالله، فهو أساس كل نجاح، فهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق وهو المعيار الحقيقي لاختيار النجاح الحقيقي ..الإيمان يمنح القوة وهو بداية ونقطة الانطلاق نحو النجاح وهو الوقود الذي يدفع نحو النجاح.

وقد نجح المؤمنون نجاحاً باهرا، لفت أنظار البشرية جمعاء، فالإيمان يحقق المعجزات.

2- الأمل والطموح والرغبة، يقول عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين معبرا عن طموحه:" إن لي نفسا تواقة ،تمنت الإمارة فنالتها،وتمنت الخلافة فنالتها ،وأنا الآن أتوق إلى الجنة وأرجو أن أنالها".
3- العمل والجد والتضحية والصبر ومن منح طموحه صبرا وعملا وجد ..فمن جدّ وجد ومن زرع حصد..
وقل من جد في أمر يحاوله * * * وأستعمل الصبر إلا فاز بالظفر

لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله * * * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
فالنجاح يصنع ولا يأتي وحده، وإنما بالعمل واستغلال للفرص.
4- تغيير الرأي في النفس: فالإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار التقصير والكسل .. فطالب النجاح يشطب كل الكلمات السلبية مثل " لا أستطيع – لست ذكياً.." ويردّد باستمرار " أنا أستحق الأفضل – أنا مبدع – أنا ممتاز – أنا قادر .."
والناجح أقدر مما يتصور وأقوى مما يتخيل وأذكى بكثير مما يعتقد.

5- التفكير بالنجاح وحبه، فكلما فكر وشغل فكره به قويت العلاقة بينه وبين النجاح، وازدادت محبته له.

6- عدم الخوف من الفشل، فهو مجرد حدث..وتجارب، والكيس يستغل الفشل ويجعله سبيلا وطريقاً إلى النجاح، فأديسون مخترع الكهرباء مثلا قام بـ 1800 محاولة فاشلة قبل أن يحقق إنجازه الرائع ..ولم ييأس بعد المحاولات الفاشلة التي كان يعتبرها دروسا مفيدة.
والذي لا يفشل هو من لا يعمل فالفشل فرص وتجارب لا تؤدي إلى الإحباط.

7- اكتشاف المواهب والقوى الداخلية وتنميتها بدل بقائها معطلة، ومن تلك المواهب الإبداع والذكاء والتفكير والاستذكار والذاكرة القوية .
8- الإحساس بمتعة الدراسة وطلب العلم والنجاح متعة، فتلك المرحلة من أمتع لحظات الحياة ولا يعرف متعتها إلا من مرّ بها والتحق بها، وكيف لا تكون كذلك وهي عبادة يتقرب بها إلى الله.

9- الثقة بالنفس: فالثقة في النجاح يعني دخول معركة النجاح منتصرا بنفسية عالية والذي لا يملك الثقة بالنفس يبدأ معركته منهزما.

10-استغلال الوقت، فهو ثمين وغالي، وخاصة بالنسبة لطالبي النجاح، فلا وقت لديهم يهدر سدى.
11- الرفقة الصالحة والصحبة الناجحة، التي تتفاعل مع النجاح وتسعى إليه، والحذر من رفقاء السوء.

12- التنظيم مهم جدا، تنظيم الكتب والمراجع، تنظيم المتابعة والمراجعة، تنظيم الواجبات والمسؤوليات.


فوائد للنجاح:

متعددة ومتنوعة، تنفع صاحبها وتدفعه إلى المزيد من العطاء والبذل والمبادرة، والتي منها:

1- كسب محبة الخالق المعبود سبحانه وتعالى، فهم من خلال نجاحهم في طاعتهم وعبادتهم، وسيرهم في الحياة وفق منهجه يكسبون رضاه ومحبته.

2- النجاح يؤدي إلى النجاح فالناجح دائما تجدده يسعى إلى تحقيق نجاحات متعددة، فهو ينتقل من مشروع إلى آخر.

3- الفرح والسرور، وهو مطلب يسعى إليه الإنسان دائماً، والناجحون تجدهم في فرح دائم.

4- النجاح سبيل إلى شكر المنعم على نعمه، وكسب الحسنات، والانتفاع في الدنيا وبعد الممات.

5- كسب محبة الآخرين، فالناجحون محبوبون عند الجميع وخاصة الأهل والأقارب وأولهم الوالدين.

6- حل المشكلات وعلاج المعضلات، فالناجحون هم أصحاب الأهلية والقدرة في ذلك.

7- التطوير والتجديد والإبداع، فالناجحون هم أصحاب ذلك كله.

وفي الختام نتمنى النجاح للجميع، والحمد لله رب العالمين.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة