الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدبيات الأقصى والدم الفلسطيني

أدبيات الأقصى والدم الفلسطيني

أدبيات الأقصى والدم الفلسطيني


= تلاوة القرآن وقيام الليل والخوف من الله .. معايير النصر عند صلاح الدين الأيوبي
= لولا الكلمة لتساوى الإنسان مع بقية المخلوقات ؛ فهي وسيلة الاتصال بينه وبين بني جنسه ووسيلة التمييز بين الإنسان وغيره
= إننا لا نحرز النصر إلا إذا رفعنا المصحف بيد والبندقية باليد الأخرى" من أقوال الشهيد عز الدين القسام
= الصهاينة حاولوا أن يشكلوا أدبا صهيونيا يحاول تأصيل الحقوق الصهيونية المدعاة في فلسطين
= في مناهجنا التعليمية لا مكان لآيات الجهاد ولا للسيرة الجهادية في العصر القديم ولا العصر الحديث
= أدب الحرب هو كل أدب فكري وجداني ينهل من معين واحد هو مرجعيتنا العقدية والتاريخية
= شارك الشعر العربي الحديث في القضية الفلسطينية بتسجيل أبعادها ووقائعها، وكذلك في الانتصار بالكلمة الحية الفعالة للبطولة والأبطال
= الشعر العربي كان ولا يزال حافظة تختزن الوقائع ومرآة تعكس الأحداث والمشاعر
= عاش الأميري مغتربا في الأرض لا شاغل له إلا هموم المسلمين ومشي يحمل على كتفيه قضية فلسطين
= الأدب الصهيوني يكشف لنا ما تنطوي عليه طوية اليهود من عنصرية وتعصب
= المزاج النفسي ظل على الدوام قريبا جدا من حال أشد الشعوب بدائية

______________________________
للكلمة دور لا يقل عن دور السلاح، ولقد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المجاهد بالكلمة والمجاهد بالنفس والمال ، ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم رجل قال قولة حق عند ملك ظالم فقتله، ومنهم رجل خرج بماله ونفسه في سبيل الله ولم يرجع من ذلك بشيء .
وللكلمة على مر التاريخ دورها الحاسم، فهي دائما تتعانق مع السلام في الجهاد ومواجهة الأعداء ، والكلمة كما أن لها دورا في نصرة الحق وإحقاقه ، فإنها كذلك يمكن أن تكون سيفا مسلطا على رقاب أصحاب الحق وحقهم ، ولذا فإن الذي يستطيع أن يجاهر بالكلمة في الحق ويكتمها كمن يستطيع الجهاد ويقعد عنه .
ومن وسائل تغيير المنكر التغيير باللسان أي بالكلمة، انطلاقا من أهمية الكلمة يقدم لنا الأستاذ الدكتور جابر قميحة هذا الكتاب الذي يضم كثيرا من الأقوال التي لو استمعنا إليها ووعيناها وطبقناها لكان لنا الخير كل الخير.
يقدم المؤلف في هذا الكتاب ثلاثة معروضات هي ما اصطلح الناس على تسميته بالأبواب ، وفي المعروض الأول منها - وهو بعنوان: تذكرة ورسالة - يقدم الأستاذ الدكتور موقفا لصلاح الدين ( رحمه الله ) أثناء حرب تحرير القدس ، وهو يوضح لنا الأساس الذي صار عليه صلاح الدين وجنده ، وبه فازوا بالنصر والفوز في الدنيا والآخرة .
حيث كان صلاح الدين يمر على جيشه ليلا فرأي كل الخيام مستغرقة في تلاوة كتاب الله إلا خيمة واحدة ، فأشار إليها في أسي غاضب ، وقال: " الآن أعرف من أين نؤتي ".
ومعناها أنهم لو هزموا فهو يعرف سبب الهزيمة ، وهذا هو المقياس عنده في قياس مدي قوة الجنود والكتائب ، فما دام الجنود يتذكرون ربهم سبحانه في محنهم فلا خوف عليهم، وذلك به أسباب محسوسة، فإن تلاوة القرآن والذكر تنقي النفس ، وتبعث فيها السلام والأمن والطمأنينة " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، وهي تحث على الجهاد، ومجاهدة العدو ، وتبشر بالنصر في الدنيا وإلا فالجنة في الآخرة ، وكل هذه العوامل تبعث القوة في الجيش فتجعل من الجنود أسودا كواسر.
ولذا فإن مفتاح القدس في أن تنطق كل الخيام، وتعيد صلتها بالله صادقة قوية لا تهون.
ثم يورد المؤلف رسالة إلى الطيب عبد الرحيم - أمين سر رياسة سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح بفلسطين المنهوبة - ويذكر فيها بأبيه وجده فيقول له: يا طيب : هذا أبوك ، فمن أنت ؟
هذا أبوك - عبد الرحيم محمود - كان جنديا نشطا من جنود ثورة 1936، وكان مؤمنا إيمانا يقينا حاسما بمنهج القسام في الجهاد والكفاح الدامي كسبيل وحيد للخلاص والحرية، وهذا أبوك كانت تصفه الحكومة وإخوانه المجاهدين بالأشقياء كما تصف أنت وإخوانك العرفاتيون أبطال حماس والجهاد بالخونة والإرهابيين ، وكان أستاذنا يريد أن يقول له: فهل كان أبوك حقا خائنا أو شقيا ؛ فإن من تصفهم بالإرهابيين يسيرون على نفس نهج أبيك وجدك، وهذا جدك كان عالما جليلا وشاعرا قوياأبيانبيلا ، كم دافع ببيانه وشعره عن الصالحين وكان شخصية فاعلة ذات حاسة قوية نافذة، لا ترضى بالظلم والخيانة ، ومع تذكيره له بجده وأبيه ينبهه إلى أنه قد وقع في "دائرة الإسقاط" عندما وصف المجاهدين بأنهم طلاب سلطة في تصريحاته التي يصفها المؤلف بأنها معطوبة زائفة.
ويذكر كذلك سبب توجيه الرسالة وهو حرصه على تذكيره وتذكير القراء ، والطلاب والشباب بقطعة عزيزة من تاريخ فلسطين القريب حتى لا يدفنها النسيان.

المعروض الثاني:
القضية والدم في روضة الأدب
ويوضح الأستاذ الدكتور فيه:
أولا - أهمية الكلمة وكيف أنها وسيلة الاتصال والتواصل بين بني البشر، والتي لولاها لتساوي الإنسان مع غيره من المخلوقات ، وبدونها سيكون الإنسان محدود الإبانة والتعبير مع غيره، ولانعدم التواصل بين الشعوب، وبذلك ستتوقف مسيرة التطور الإنساني اجتماعيا وعلميا وفكريا، حيث إن التطور لا يتم إلا بالتواصل بين الأمم والشعوب .
ثم يفرق بين الكلمة الخبيثة والكلمة الطيبة أي بين الكلمة البانية الخلافة، والكلمة المخربة المدمرة ، وكيف أن الذي لا يوظف الكلمة الطيبة، إنما هو مفرط في نعمة عظمى من نعم الله .
ويبين دور الكلمة في الحروب وأثرها الفعال ، ويسوق لنا دليلا : غزوة أحد عندما أشاع الكفار موت النبي صلى الله عليه وسلم فدب الوهن في قلوب المسلمين، وعندما رآه كعب ابن مالك وأخبر بذلك المسلمين، استعاد المسلمون قوتهم، وفر الكفار هاربين .
وموقف عز الدين القسام الذي كان يردد دائما: "إننا لن نحرز النصر إلا إذا رفعنا المصحف بيد، والبندقية بيد أخرى"، وكيف أنه أدرك قيمة الكلمة في الإعداد والتربية، والشحن المعنوي فأطلقها (من على منبر مسجد الاستقلال)، تؤدي دورها في التنبيه والإعداد والإثارة .

ومن كلماته الخالدة:
إن كان ينقصكم السلاح فاقتلوا الأعداء، وخذوا منهم سلاحهم ثم ينوه المؤلف إلى أن الكلمة عاشت على مدار التاريخ الإسلامي مواكبة للجهاد في شكلها الخطابي والرسالي والشعري فكانت أداة توعية وتفتيح عقلي، وتعبئة نفسية وروحية.

ومثلما أن للكلمة الطيبة دورها وأثرها في البناء فإن للكلمة الخبيثة دورا أيضا في الهدم، فهاهم الصهاينة يدركون ما للكلمة من أثر فيحاولون استغلالها، حيث قاموا بطبع مئات الآلاف من نسخ القرآن ، بعد أن حذفوا منه الآيات التي تفضح غدرهم وجرائمهم .
وكذلك حاولوا أن يشكلوا أدبا صهيونيا من شعر ونثر، يحاول تأصيل الحقوق الصهيونية المدعاة في فلسطين أو أرض المعاد كما يدعون .
فهو أدب عدواني بغيض، واكب كذلك العدوان المسلح، وانتهاب الأرض، ومن هنا يظهر لنا جليا أهمية الكلمة في الدفاع عن الحق ، وإظهار أو تأصيل الباطل وتوطيد أركانه.

أين فلسطين في مناهجنا التعليمية؟
من الحقائق المؤسفة أننا - مع ما للكلمة من أهمية - لا نأبه لها ولا لأهميتها، ولذا نجد القضية الفلسطينية لا مكان لها ولا تشغل إلا مساحة ضئيلة، وقد تكون ملغاة في مناهجنا ومقرراتنا التعليمية، وإن لم يكن في كل الدول المسلمة، فإنه في أغلبها فلا مكان لآيات الجهاد، ولا للسيرة الجهادية للنبي صلى الله عليه وسلم ولا حتى لعرض جرائم اليهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك إغفال الآيات التي تعرض جرائم اليهود على مدار التاريخ ومع أنبيائهم .
وفي الجانب الآخر نركز على موضوع دعوة الإسلام للسلام لتهيئة النفوس لتقبل ما يسمي "باتفاقات السلام" مع العدو.

ويدعو المؤلف بعد ذلك للتجنيد الأدبي اقتداء بالتاريخ وسيرا على هديه ، ولأن علينا أن نجند كل الموجودات والقدرات لكي تكون "مفردة" منها "مفردة حرب": سياسة حرب، اقتصاد حرب، صناعة حرب، زراعة حرب، تربية حرب، أدب حرب، بمعنى أن تترجم كل قدرة وإمكانية إلى قوة تدعم الصمود والثبات، وكل قدرة من هذه القدرات يجب أن تظهر في صورتها السوية التي تشكلها وتحكمها قيم الأمة ومرجعيتها الأصيلة.
ويري الدكتور قميحة أن كل قدرة من هذه القدرات لا تنفصل عن غيرها.
وينوه إلى أنه يقصد بأدب الحرب كلأ أدبيا فكريا وجدانيا، ينهل من معين واحد هو مرجعيتنا العقدية والتاريخية في الجهاد والكفاح والمعاناة ، وليس الصرخات الوطنية ولا الخطب العنصرية ، ولا الحماسيات الكاذبة .
ثم يورد بعض الشبهات التي قد تثار حول الدعوة إلى هذا التجنيد ويرد عليها.

فلسطين في شراييني وطفولتي
ويذكر المؤلف تحت هذا العنوان كيف أن قضية فلسطين قد ملكت عليه حياته منذ صغره ، وكيف أن أحداثها وقائع عطرت درب الطفولة وأنارت أقطار نفسه، ونقشت اسم فلسطين على جدران قلبه، ومنها استقي موضوعات شعره في ريعان شبابه واتزانات كهولته، وكيف أنها كانت وما تزال العبير والدم والحياة التي تتدفق في شرايينه .

قضية فلسطين في ديوان الشعر العربي
يلقي المؤلف الضوء على موقف الشعر العربي الحديث من القضية الفلسطينية، وكيف ساهم - لا في تسجيل أبعادها، ووقائعها وتضاريسها فحسب - ولكن في الانتصار بالكلمة الحية الفعالة والانتصار للبطولة والأبطال ، ويورد مقطوعات من قصائد لبعض الشعراء منهم: محيي الدين الحاج الذي يقول:

كم كان وعدك يا بلفور مشأمة أعوذ بالله من شؤم المواعيـد
دون البلاد وتعويد البـلاد كما يـرون عزم أباة غير مردود

وإبراهيم طوقان الذي يقول مخاطبا حكومة الانتداب بشعر يقطر سخرية مرة:

قد شهدنا لعهدكم بالعدالة وختمنا لجندكم بالبسالة
وخجلنا من لطفكم يوم قلتم وعد بلفور نافذ لا محالة
وغيرهما من أمثال: مطلق عبد الخالق الذي يقول:
عشرون عاما قد مضين ولم تكن يا يوم إلا ريبة المرتاب
أو لست ذا وجهين وجه باسم لهم .. ووجه بارز الأنياب

القدس والمسجد الأقصى في ضمير الشعراء
ويشير المؤلف إلى أن الشعر العربي كان ولا يزال حافظة تختزن الوقائع ومرآة تعكس الأحداث والمشاعر، ولذا عاش - وما يزال - واقع الأمة الإسلامية في سرائها وضرائها، وكان من العوامل التي تهز وجدان الأمة وضمائرها ويستحثها للنهوض ، ذيادا عن الحياض ، ودفاعا عن الكرامة والأعراض.
والمسجد الأقصى واحد من المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، ولهذه المكانة الروحية السامية لهجت ألسنة الشعراء - في المناسبات وغيرها - بألفاظ الحب والرثاء للمسجد الأقصى ومكانته وحاله الآن، ويتناول الدكتور بعض المقطوعات التي تتحدث في هذا الجانب عند أحمد شوقي ويوسف العظم ومحمود مفلح، وسليم الزعنون، وحلمي الزواتي، وجابر قميحة، وعبد الرحمن العبادي ، وعمر الأميري وغيرهم من الشعراء الذين شغل القدس عقولهم وفكرهم وأخذت ألسنتهم تنافح عنه بالكلمة .
ثم ينتقل إلى الشهادة والشهداء في الشعر الفلسطيني وكيف أنهما أخذا جانبا كبيرا من أشعر الشعراء العرب ومنها ما قاله الشاعر صادق العرنوسي حيث يقول:
من شاء فليأخذ عن القسـام أنموذج الجندي في الإسلام
وليتخذه إذا أراد تخلصــا من ذلك الموروث خير إمام

ثم يتناول المؤلف فلسطين في شعر واحد من أبناء الحركة الإسلامية، وهو الشاعر الدكتور نجيب الكيلاني الذي ولد 1931 بقرية شرشابة وهي إحدى زفتى في محافظة الغربية بمصر، والتحق بكتاب القرية، وحصل على الإلزامية والابتدائية ثم التوجيهية ثم التحق بكلية الطب عام 1951م استجابة لإصرار والده ، حيث كان يتمني أن يلتحق بكلية الآداب أو الحقوق.
وفي كلية الطب كان لسانا من ألسنة التيار الإسلامي داعية وخطيبا، وكان ذا ثقافة واسعة وعقلية موسوعية، يشهد بذلك إنتاجه المتنوع الذي قارب مائة كتاب أو يزيد ، منها كتب إسلامية ،ومنها مجموعات قصصية قصيرة، ومنها مسرحيات ومنها كتب علمية ودراسات اجتماعية.
وأما عن الشعر فصدر له في حياته ستة دواوين ، وشغلت القضية الفلسطينية وهموم الأمة الإسلامية جانبا كبيرا من شعره رحمه الله ، ومن مقولاته يدعو حكام العرب إلى اليقظة وترك الخلافات والتي تضمنتها قصيدته "إما نكون أو لا نكون".
يا ساسة العرب هبوا للنضال معا
ثم اتركوا بالى الأحقاد والتهم
يكن لكم خالق الأكوان معتصما
حمي الرحيم لدينا خير معتصم
ردوا إلى المسجد الأقصى كرامته
وافــدوا بنوته بالمال أو بدم

ويقول في قصيدة بعنوان: "فتي اللد":
أتسألني أين بالأمس كنت ومهدي أنا البيد أم في الحضر
بـلادي بلادك لست أنا ولا أنـت إلا ضحايا البشر
وللشاعر ديوانان مخطوطان هما: أغنيات الليل الطويل ، ولؤلؤة الخليج .
ثم ينتقل إلى شاعر فلسطيني الأصل ليوضح بصمات القرآن والتراث في شعره، وهو الشاعر إبراهيم طوقان الذي عاش ما بين (1900 - 1941) وولد في نابلس بفلسطين ، وتلقي تعليمه الثانوي في القدس ، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت وتخرج فيها، وعاش شبابه نهبا لأمراض كانت تعاوده إلى أن توفي وهو في سن السابعة والثلاثين .
ونجد أن للتراث والقرآن بصمات واضحة على أشعاره ؛ فهو يستقي ألفاظه من ألفاظ القرآن الكريم مثل:
بالعاديات لديه ضبحا والأسنة في اللبان
وأثرت السنة والتراث أيضا على شعر إبراهيم طوقان فنجده يقول:
أيا وادي الرمان لا طبت واديا إذا هي لم تنعم بظلك سرمدا

ونجد ذلك نتاج طبيعي لنشأة إبراهيم طوقان ، حيث كان يقرأ القرآن من صغره ، ويطيل التأمل فيه حتى أصبح جزءا أصيلا في طبيعته فظهر أوضح ما يكون في شعره .
ثم يشير الدكتور إلى الملامح الإسلامية في شعر الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود - والد الطيب عبد الرحيم ، والذي افتتح المؤلف كتابه برسالة له، وعاش ما بين (1913 - 1948)، وهو ابن فلسطين وشاعر المقاومة والجهاد في مواجهة الاحتلال الإنجليزي، وكانت كلماته تعبيرا صادقا عن عقيدته ونهجه الجهادي الصادق، ولم يكتف بالجهاد في فلسطين فتسلل إلى العراق ، واشترك في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الإنجليز ، ثم عاد إلى فلسطين لمواصلة الجهاد، إلى أن لقي ربه شهيدا في 13 من يوليو 1948 في معركة الشجرة بين العرب والصهاينة.
ويذكر المؤلف أن للشاعر بين أيدينا أربع قصائد طوال اثنتان منها في القرآن ، وقصيدة في المولد النبوي ، والرابعة في ذكري الهجرة النبوية ، ومن أشعاره في الجهاد:
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردي
فإمـا حياة تسر الصديق وإما ممـات يغيظ العـدي
ونفس الشريف لها غايتان ورود المنايا ونيل المـني
وتحت عنوان "من وحي فلسطين" يعطينا المؤلف نبذة عن الشاعر الأستاذ عمر بهاء الأميري رحمه الله ، وكيف أنه كان أمة، وكان الإسلام يجري في دمه وأعصابه وعقله ونفسه وكيف أنه عاش مغتربا يضرب في فجاج الأرض ، لا شاغل له إلا هموم المسلمين، ومشي يحمل على كتفيه نكبة فلسطين، حيث عاش هما غائرا اسمه "فلسطين".
وكان كذلك ممن جمعوا بين الحسنيين الجهاد بالكلمة والسلاح ، حيث جاهد (رحمه الله) في فلسطين وحمل السلاح بروح الرعيل الأول ، ثم ترجم واقعة العملي بديوانه الشعري الذي جاء باكرا، حيث بدأ سنة 1946 ومن أشعاره:
يا يوم معراج الرسول وأنت في كر الدهور هداية وسلام
عذرا إذا خنق البكاء تحيتي لك والأبي على البكاء يلام
لكنه الأقصـى وفي نكبـاته وحريقه حبس الدموع حرام

ويشير الدكتور إلى الطفل الفلسطيني الشهيد: محمد الدرة في قلوب الشعراء ويورد بعض الأشعار التي تدلنا على أهمية الشعر في تجسيد الأحداث ، وآلام الأمة وأحزانها، ومنها ما قاله عبد الله بن حسين :
أماه: قولي لي: نعم قد صرت في الأقصى علم
فأنا الذي شهد الأنا م شهادتي يا خير أم
أنا لست يا أماه أصـــــــرخ من يهود .. فذاك ذم
أنا إنما ياأم أصـــــــــرخ من ضياع حمي الحرم

ونجد أن قضية الدرة قد شغلت أذهان كثير من الشعراء النصارى والمسلمين ومنها قول القس مكرم نجيب راعي الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة:
ولم أبال سيدي
بمصرعي أو مولدي
بل كل ما عذبني
هو احتراق والدي
وكل ما يشغلني
هو انعتاق بلدي

الأدب الصهيوني عدوانية وتعصب
ومن خلال استعراض بعض المقطوعات من قصائد لشعراء يهود يكشف لنا المؤلف عما تنطوي عليه نفسية اليهودي من عنصرية وما ينطوي عليه أدبهم من عدوانية وحقد وتعصب ، ونجد أن مزاجهم النفسي - كما يستنبط من أسفارهم - ظل على الدوام قريبا جدا من حال أشد الشعوب بدائية .
وإذا ما قارنا الأدب الصهيوني بالآداب الأخري نجده لا يغوص إلى العمق ، إنما يسير باتجاه السطح لغاية إعلامية تخدم أهدافا سياسية في العصر الحاضر ، كما كانت في العصور الوسطي ، ومن أشعارهم:
اعتمر الخوذة
استعدادا لمسيرة الدم
جائلا بعينيه إلى النار الحمقى
امتشاق السيف جزء من آدميته
لرعشة الفرح
وإحالة الحرب إلى سعادة
وهذه هي حالة وصورة البطل المغوار ، فهو دائما يحب الدم ويسعى له ، والحرب عنده سعادة .

المعروض الثالث: إليكم بعض أشعاري
ثم يأتي المعروض الثالث والذي يورد فيه المؤلف بعض قصائده .. وهي بعناوين : لماذا انحنيت ؟ الإسراء والأطفال والحجارة ، يا فتى الانتفاضة .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة