الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بيت الشرق

بيت الشرق

بيت الشرق


بالنسبة للعالم الخارجي ربما لا يبدو منظر علم باللونين الأبيض والأزرق يرفرف على مبنى قديم أخاذ في القدس الشرقية مثيرا للانتباه أو ذا أهمية .
لكن أهمية الخطوة التي اتخذتها حكومة شارون بالاستيلاء على بيت الشرق، المقر غير الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، واستبدال علم إسرائيلي بالعلم الفلسطيني الذي كان يرفرف فوقه لن تمر مرور الكرام على الفلسطينيين أو اليهودعلى السواء .

فعندما أرسل شارون قواته لتستولي على المبنى الذي تقول الدولة اليهودية إنه مركز لتحريض الفلسطينيين على أعمال العنف ، كان يحاول بذلك تأكيد المزاعم الإسرائيلية في القدس والقضاء على المطالب الفلسطينية بالقدس الشرقية

ومنذ اتفاقات أوسلو بين الجانبين عام 1993 أصبح بيت الشرق رمزا قويا. ووصفه سياسي إسرائيلي يميني بأنه دولة فلسطينية في قلب القدس .

وكان بيت الشرق قد بني عام 1897 على يد إسماعيل موسى الحسيني، وظل منذ ذلك الوقت في أيدي عائلته وهي واحدة من أشهر العائلات الفلسطينية التي كانت في مقدمة الفلسطينيين المقاومين لإقامة إسرائيل عام 1948 .

وتولى فيصل الحسيني إدارة بيت الشرق منذ أوائل السبعينيات وحتى وفاته في مايو أيار من العام الحالي. وحول فيصل الحسيني البيت إلى مركز للنشاطات القومية الفلسطينية، واشتهر بكونه سياسيا بارزا مدافعا عن السلام لتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .

وأنشأ الحسيني جمعية الدراسات العربية في بيت الشرق عام 1979 الذي تحول المبنى عن طريقها إلى رمز للطموحات الفلسطينية

وسعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لإغلاقه ، بعد أن أثارها قيام الفلسطينيين باستقبال بعض المسؤولين الدوليين الكبار في البيت .

وأغلقته بالفعل عدة مرات خاصة أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى في أواخر الثمانينيات .

كما أثارتها جنازة الحسيني التي خرجت في الأول من يونيو حزيران بعد أن ملأ الفلسطينيون بأعلامهم شوارع المدينة ليوم واحد فقط ، ورفضت إقامة حفل تأبين له في بيت الشرق الشهر الماضي مما أدى لوقوع اشتباكات .

وتعتبر إسرائيل بيت الشرق مصدر تهديد لمزاعمها بأن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من القدس عاصمتها الأبدية، على حد قولها.

وفي عام 1999 حاول رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إغلاق بيت الشرق قائلا إنه قاعدة لنشاطات منظمة التحرير الفلسطينية .

والآن يغلق شارون البيت في خطوة رحب بها كثير من اليهود لكنها أثارت استياء بين الفلسطينيين والعرب والمؤيدين لهم في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة