الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المآذن والنقاب ثم حرق القرأن

المآذن والنقاب ثم حرق القرأن

لن يتوقف الغرب في بلاده وأتباعه في بلادنا عن الهجوم علي الإسلام والإساءة إلي المسلمين، فالهجوم قديم ومستمر كما أخبرنا القرآن، ولابد إن نتوقع المزيد ليس فقط منع مآذن المساجد بسويسرا، والتضييق على الزى الإسلامي بفرنسا بالرغم من قوانين حرية الزى، ثم أخيرا وليس أخرا إعلان مسبق بتحديد موعد سنوي لحرق القرآن بأمريكا (جبروت غير مسبوق) ومع ذلك فكلهم جميعا إلى فشل ذريع لأنهم يناقضون مبادئهم المزيفة مثل الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، كما أنهم يقدمون خدمة للإسلام بدعوة المثقفين للقراءة عن الإسلام مما يؤدى لإسلام شخصيات هامة مثل السياسي السويسري الذي قام بالترتيبات للاستفتاء ضد المآذن وكذلك هنريك برودر أكبر كاتب ومفكر ألماني الذي قضى عمره في الهجوم على الإسلام.


لابد من تحديد الإطار العام للقضية ثم أسبابها وصولا لرؤية الحل:

أولا : لابد أن نعلم يقينا أن أهدافهم برد المسلمين عن دينهم ما استطاعوا لن تتحقق، لأن القرآن الكريم يؤكد "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".. ثم نعى تماما أن الهجوم على الإسلام خارجيا غالباً ما يقصد به المسلمون، خاصة وأننا في الأدبيات الغربية قوم إرهابيون متعطشون إلي القتل وكسالي لا نعمل، عالة علي الحضارة الغربية ونمتلك البترول كثروة لا نستحقها، هذه الصورة كانت واضحة في الرسوم التي نشرت عن الرسول "صلى الله عليه وسلم".

أضف الى ذلك داخليا ما نجده من فئات في المجتمعات الإسلامية – الطابور الخامس– تفاجئنا باتهامات فكرية مثل قضايا حرية العقيدة والردة وأوضاع المرأة في الإسلام وخلافه.. حيث يتم تضخيم هذه القضايا من خلال حملة إعلامية منظمة لإبعادنا عن القضايا الحقيقية التي لابد أن يلتف حولها المسلمون .


كما أن هناك خططاً مرحلية بشأن مناهج التعليم تسعي لتغيير كثير من الثوابت الإسلامية وإلي عملية ترويض تنحرف بالمسلمين عن الجوهر الصحيح للإسلام الذي لابد أن يؤسس حضارة على الأرض، حتى يصبح الإسلام تابعا للحضارة الغربية حتى ينتهي خطره على الغرب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي كما يتصورون.


ثانيا: لا خلاف على الانتشار الكاسح للإسلام عالميا (بالقوة الذاتية للمنهج وبدون القدوة من المسلمين).. فنحن كأفراد ودول ومجتمعات وأمة إسلامية، مقارنة بالعالم الآن، الأجهل علميا والأفقر اقتصاديا والأضعف سياسيا وعسكريا؛ ولذلك فإن حفنة قليلة من اليهود استطاعت السيطرة على المال والإعلام العالمي؛ وبالتالي استطاعوا إقناع العالم بالباطل ونحن مليار ونصف لا نستطيع إقناع أحد بالحق.

ولذلك لابد أن ندرك أننا نحن المسلمين أول المتهمين بالإساءة للإسلام؛ حيث يؤمن به كثير منا ظاهريا كشعائر فقط دون الشرائع (كلمتان من نفس الحروف متلازمتان متكاملتان بالضرورة مثل العلم والعمل) وأن الدفاع عن الإسلام لا يمكن أن يكون ـ مثلا وليس حصراـ إلا بتحقيق القدوة الحضارية بتفعيل ليس فقط الإيمان بل العلم والعمل ومبادئ الحريات العامة: مثل حرية العقيدة، والرأي، ثم العدل والمساواة أمام الدستور والقانون المستمد من دين الله بين جميع العقائد والمذاهب والأفراد.


" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالتغيير للأفضل لن يتحقق بدون اعتبار أن الاهتمام بالأمر العام للإسلام والمسلمين واجب ـ وليس فقط حق كما يتصور الكثير ـ وأن المدخل الوحيد لهذا الطريق هو الوعي بجوهر الإسلام ثم المطالبة المستمرة والمنظمة لشتى أنواع الحريات العامة المفتقدة في بلادنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسن الحيوان "المصريون"

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة