الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلماء والجهاد ( 3 ) عمر المختار

العلماء والجهاد ( 3 ) عمر المختار

 العلماء والجهاد ( 3 ) عمر المختار

من التلاميذ النجباء الصادقين للإمام أحمد السنوسي ، الشيخ عمر المختار ، الذي سطع نوره ولمع نجمه في الانتصار الساحق الذي حققه الله تعالى على يده في المعركة ضد الاحتلال الإيطالي ، بعد أن تولى قيادة المجاهدين في برقة إثر انسحاب القائد عزيز المصري ، فشكل جيشـًا وطنيـًا جعل من خطته الدفاع والتربص بالعدو ، حتى إذا خرج الطليان من مراكزهم انقض المجاهدون عليهم فأوقعوا بهم شر مقتلة ، وغنموا منهم أسلابـًا كثيرة أمدتهم في الحقيقة بأكثر الأسلحة والعتاد ودواب النقل ، مما كانوا في حاجة ملحة إليه جميعه ، وظل الحال على هذا المنوال حتى نشبت الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914م.

واستمرت المعارك بعد ذلك بينه - رحمه الله - وبين الأعداء ، وكتب الله تعالى له النصر والظفر كلما دخل معركة حتى أدخل تغييرًا على الموقف في برقة وأحيى آمال السنوسيين في القدرة على مواصلة الكفاح بنجاح ضد إيطاليا .

وفي يوم 11 سبتمبر 1931م وقع أسيرًا بيد الأعداء بعد أن جرح واستشهد من معه من المجاهدين .

وقال في كلمته التي خاطب بها الأعداء : " إن القبض عليَّ ووقوعي في قبضة الطليان إنما حدث تنفيذًا لإرادة المولى عز وجل ، وأنه وقد أصبحت الآن أسيرًا بأيدي الحكومة ، فالله سبحانه وتعالى وحده يتولى أمري ، وأما أنتم فلكم الآن وقد أخذتموني أن تفعلوا بي ما تشاؤون ، وليكن معلومـًا أني ما كنت في يوم من الأيام لأسلم لكم طوعـًا " .

لله در هذه الروح الإيمانية العالية التي لم تعرف الخور ولا الجبن وأني للخور والجبن أن يدخلا في ذلك القلب الطاهر .

ثم حوكم على طريقة الكافر المستعمر ونصبت المشنقة قبل المحاكمة ، وأمام الجموع الغفيرة التي أُجبرت على الحضور .

نفذ في الشيخ عمر المختار حكم الإعدام ولسانه وقلبه وحاله يردد : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة