الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفضائيات.. وجرائم القتل العلني

الفضائيات.. وجرائم القتل العلني

الفضائيات.. وجرائم القتل العلني

حالة من القتل العلنى والجماعى تمارسها بعض الفضائيات، التى تبث إلى الناس سمومها دون أن يطرف لها جفن، ودون أية إشاراتٍ توحى برفض أو استهجان ممن يتابعها سواء من المشاهدين أو المسئولين، كما أن هذه الحالات من القتل تُرتكب هكذا علانية بلا أدنى ذوق أو حياء.. وبشكلٍ يومى!

ولا يُمارس هذا القتل بشكل مادى مباشر، حيث لا دماء ولا قتلى حقيقيِّين، وإنما تُمارس بشكل معنوى فج، من خلال عشرات البرامج، التى تدّعى قراءة الطالع والحظ، وتفسير الأحلام، ومعرفة ما سيقع للإنسان خلال العام عن طريق اسمه وبرجه.. والكثير من هذه الممارسات التى تعتدى على عقائد الناس وثقافتهم دون أىّ حرج من مقدمى هذه البرامج أو مسئولى الفضائيات، التى تستضيف القتلة وتمنحهم الألقاب وهالة القداسة علاوة على الأجور الرهيبة والمكافآت التى لا تُضاهى جرائمهم!

إذا كانت الأجهزة الأمنية تُسْتنْفرُ لحالات القتل الحقيقي ، كما يستبشعها الناس وينفرون منها، وإذا كان هناك يقين راسخ على حتمية رفض هذه الجرائم ، فإن الشعور نفسه يجب أن يكون مماثلا ضد الجرائم التى تغتال العقائد وتهدم الثقافة، وتوقع الناس فى الشرك بالله تعالى، وتبعدهم عن خالقهم، حين يسعون لمعرفة طالعهم وما تخبئه لهم الأيام عن طريق لعبة الوهم التى يمارسها هؤلاء الدجالون ملء السمع والبصر على الفضائيات ودونما رادع من وازع دينى أو خلقى أو اجتماعى.

وما أتعجب له ويتعجب له القارئ أن مقدمى هذه البرامج يقومون بتغليفها فى قالب دينىّ يوحى للمتابع، ضعيف الإيمان، أو محدود الثقافة الإسلامية أن مقدم البرنامج أو مقدمته من العلماء الشرعييّن، لاسيما أن القائمين على هذه البرامج يحرصون على هذا السمت وينادونهم بفضيلة الشيخ فلان والداعية فلانة!

إنها دعوة لحماية مجتمعنا بكل أطيافه من ممارسات القتل الجماعى للعقائد والثقافة الإسلامية الصافية تحت دعاوى باطلة يمارسها أصحابها لإضلال الناس وإلهائهم وإبعادهم عن المنهج الربانى القويم، وذلك بالتطبيع مع الشرك، والبعد عن التوكل على الله تعالى.

إن هذه البرامج جعلت شريحة من الناس لا تفتتح يومها إلا بقراءة حظها وبرجها الذى باتت تحرص عليه معظم الصحف لجذب ضحيتها، وجعلتهم لا يقدمون ولا يؤخرون من أمرهم إلا بعد الرجوع (لفضيلة الشيخ) لمعرفة عواقب الخطوة القادمة، وكل هذا من الشرك الصريح، الذى يهوى بصاحبه، وينذر بتفشى الخرافات والتحوّل إلى مجتمع متواكل يأخذ إشارة البدء من مدعى معرفة الغيب، فلا يخرج من بيته أو يُبرم أمراً ما لم يأتِه التصريح المباشر بأنَّ ما سيفعله سيكون محاطا بالتوفيق ومعرفة ذلك بشكل مسبق من شيخه الذى عاهده على الرجوع إليه فى كل صغيرة وكبيرة بدلا من الرجوع والمثول إلى الله والتوكل عليه والإنابة إليه فى كل شىء!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفاء البيلي (المصريون)

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة