الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دراسة.. الشباب السعودي ووسائل الإعلام

دراسة.. الشباب السعودي ووسائل الإعلام

دراسة.. الشباب السعودي ووسائل الإعلام

قام "مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام" بالمملكة العربية السعودية بعمل دراسة حول "تعرض الشباب السعودي لوسائل الإعلام وأدوات الثقافة".. كان الغرض منها التعرف على درجة تعرض الشباب السعودي لوسائل الإعلام المتعددة، ويشمل ذلك الصحف اليومية السعودية، والصحف اليومية غير السعودية، والإذاعة السعودية، ومتابعة الأحداث والأخبار السياسية المحلية والعالمية. من خلال عينة متعددة المستويات بلغت أكثر من ثلاثة آلاف فرد.

أولا: منهجية الدراسة:
تخص هذه الدراسة شريحة الشباب (15 – 29 سنة)، والتي تشكل نسبة عالية من سكان المملكة العربية السعودية؛ إذ تقدر بحوالي خمسة ملايين نسمة، وتحتل حوالي 28٪ من السكان، ونسبة النساء حوالي 51٪ من مجموع السكان، وتضم الشريحة طلاب وطالبات المرحلتين الثانوية والجامعية، وحديثي التخرج، والموظفين والموظفات من خريجي مؤسسات التعليم العالي الذين لا تزيد عدد سنوات توظيفهم عن ست سنوات، إضافة لغيرهم من المتوقفين والمتسربين من التعليم الثانوي والجامعي والخريجين الذين ما زالوا يبحثون عن عمل.
وتكونت عينة الدراسة من 3150 مفردة، توزعت بين الذكور والإناث بنسب متساوية، كما وُزعت بين المدن التي شملتها الدراسة بالتساوي.
وقد اعتمدت الدراسة استبيانًا يحتوي عددًا من الأسئلة والمقاييس، التي صممت لقياس مختلف المتغيرات التي توجهت لها أهداف الدراسة.

ثانيًا: نتائج الدراسة:
1- الاطلاع على وسائل الإعلام والصحف
توصلت هذه الدراسة إلى أن: أغلب الشباب السعودي يقرءون الصحف السعودية اليومية، يتصدرهم الذين يقرءونها "أحيانًا" بنسبة بلغت 43٪، ثم الذين يقرءونها "دائمًا" بنسبة 24.1٪، مقابل نسبة 9.4٪ فقط للذين لا يقرءونها "أبدًا".
أما بالنسبة لقراءة الصحف غير السعودية، اتضح أن النسبة الغالبة لا يقرءونها "أبدًا" بنسبة 52.7٪، وقد بلغت نسبة من يقرءونها "دائمًا" 4.5٪ فقط، مسجلة بذلك فارقًا كبيرًا عن الذين يقرءونها "أحيانًا" حيث بلغت نسبتهم 18٪، كما بلغت نسبة الذين يقرءونها بدرجة "قليل جدًّا" 23.6٪.
كما أظهرت النتائج أن 37.2٪ من الشباب يتابعون الأخبار والأحداث السياسية المحلية "أحيانًا"، كما يتابع تلك الأخبار والأحداث "دائمًا" 29.4٪ منهم، أما الذين يتابعونها بدرجة "قليل جدًّا" فقد بلغت نسبتهم 20.3٪.
وفيما يخص متابعة الأخبار والأحداث السياسية العالمية، فقد بلغت نسبة من يتابعونها "أحيانًا" 35.6٪، كما بلغت نسبة من يتابعونها "دائمًا" 26.5٪، والذين يتابعونها بدرجة "قليل جدًّا" 22.8٪، وقد انخفضت نسبة الذين لا يتابعون تلك الأخبار والأحداث "أبدًا" لتصل إلى 14.4٪.

قراءة الصحف اليومية السعودية:
بخصوص قراءة الشباب السعودي للصحف اليومية السعودية، وفي ضوء مجموعة الخصائص الذاتية لأفراد العينة، اتضح ما يلي:
- إن الذكور يتقدمون في عملية المطالعة على الإناث، خصوصًا بالنسبة للذين يطالعون الصحف اليومية السعودية بشكل دائم، حيث مثَّل الذكور منهم نسبة 29٪ مقابل 19,2٪ فقط للإناث. لكن النسب ستصبح شبه متساوية بالنسبة للذين يطالعون تلك الصحف أحيانًا.

- كما ظهر أن أفراد العينة من ذوي الفئة العمرية الأكبر يبدون أكثر اطلاعًا على الصحف من الفئة التي دونهم، مع التأكيد على أن النتائج لم تشر بعد إلى طبيعة الموضوعات التي يقرؤها كل من الكبار (25-29 سنة) والصغار (15-19 سنة).

- نفس العلاقة تتكرر بالنسبة للمستويات الدراسية، حيث ترتفع نسبة القراءة عند أصحاب المستويات الدراسية الأكبر من طلبة الدراسات العليا وحملة البكالوريوس، يليهم طلبة الثانوية العامة، ثم المتوسطة، وأخيرًا الحاصلون على الشهادة الابتدائية. وهذه النتائج دفعت أصحاب الدراسة إلى التوصية برفع مستوى الطرح الثقافي للصحافة السعودية بما يتناسب ومستوى القراء ذوي مستوى دراسي متقدم، واستقطاب الفئات العمرية الأصغر، بوسائل متعددة على رأسها الصحافة المتخصصة.

- غير أن الحالة العائلية لم تؤثر بشكل واضح على الإقبال على قراءة الصحف، والذي كان أكبر بشكل طفيف عند المتزوجين. كما أن الموظفين أكثر قراءة للصحف السعودية من سواهم.

قراءة الصحف اليومية غير السعودية:
بخصوص إطلاع الشباب السعودي على الصحف اليومية غير السعودية، فقد تبين أن النسبة العامة لقراءة هذه الصحف غير السعودية تصل إلى 46.1٪، وهي نسبة اعتبرها أصحاب الدراسة مهمة بخصوص تأثير الإعلام الدولي على الشباب السعودي.

كما اتضح من خلال الدراسة أن الأفراد الأكبر سنًّا هم أكثر اطلاعًا على الصحف اليومية غير السعودية، كما اتضح أن أصحاب المهن العسكرية وموظفي القطاع الخاص هم أكثر اطلاعًا على تلك الصحف، ربما تبعًا لاحتياجاتهم الخاصة التي تتباين بين الرغبة في الاطلاع على المستجدات الدولية، أو تكوين علاقات وصِلاتٍ خارجية ذات ارتباط بالأعمال التجارية.

وبالنسبة للإناث، فقد عبَّرن عن إقبالهن على قراءة الصحف الأجنبية أكثر من الصحف اليومية السعودية، وربما يعود ذلك إلى النقص في قدرة الإعلام المطبوع المتخصص في شئون المرأة السعودية على تلبية احتياجاتها المعرفية.

وفي الأخير، نذكر أن أفراد المنطقتين الغربية والشرقية قد تقدموا على غيرهم في عملية القراءة تلك، الأمر الذي فسره أصحاب الدراسة بقدرة أهل تلك المنطقة على التواصل المباشر مع أصحاب الثقافات الأخرى من الحجاج والمعتمرين بالنسبة للمنطقة الغربية، ودول الجوار بالنسبة للمنطقة الشرقية.

الاستماع إلى الإذاعة السعودية:
أوضحت النتائج ارتفاع نسبة من لا يستمعون للإذاعة السعودية "أبدا"، حيث بلغت نسبتهم 30.9٪، كما بلغت نسبة من يستمعون للإذاعة السعودية بشكل "قليل جدًّا" نسبة 27.4٪، في حين بلغت نسبة من يستمعون لتلك الإذاعة "أحيانًا" نسبة 30.3٪، في مقابل نسبة 11٪ فقط لمن يستمعون للإذاعة "دائمًا".
وبالإضافة إلى هذا الانخفاض الملحوظ في الاستماع للإذاعة السعودية، نجد أن النتائج لم تشر إلى علاقات قوية بين خصائص أفراد العينة وعملية الاستماع تلك، فقد ظهر أن أكثر العوامل تأثيرًا على مستويات الاستماع هما متغيرا العمر والمهنة؛ حيث تقدم الموظفون العسكريون والمدنيون على الفئات الأخرى، وذلك في ارتباط بالحاجة الوظيفية في عملية الاستماع للإذاعة السعودية؛ حيث يعد الأكبر سنًّا والموظفون الرسميون هم أكثر فئات المجتمع اهتمامًا بالمعرفة الرسمية المستقاة من الإذاعة الرسمية.
ويؤكد ذلك أن الخصائص الأخرى لم تشر إلى دلالات قوية ذات تأثير واضح على عمليات الاستماع للإذاعة السعودية.

2- متابعة الأخبار والأحداث السياسية
أظهرت النتائج أن 86.9٪ من أفراد العينة يتابعون الأخبار والأحداث السياسية المحلية بشكل عام.
وقد ظهر من خلال استقراء النتائج أن جميع خصائص أفراد العينة تُعد متغيرات مهمة ودالة؛ فالذكور أكثر اهتمامًا بمتابعة تلك الأخبار والأحداث، كما أظهرت النتائج علاقة طردية بين كل من العمر والمستوى الدراسي من جهة، ومتابعة الأخبار والأحداث السياسية المحلية من جهة ثانية؛ حيث تزيد المتابعة كلما زاد العمر، وأيضًا كلما ارتفع المستوى الدراسي، كما يتفوق المتزوجون على غير المتزوجين.

أما بخصوص متغير المهنة، فقد تصدر الموظفون وموظفو القطاع الخاص والعسكريون قائمة المهتمين بالأخبار والأحداث المحلية.

وبخصوص الانتماء الجغرافي، فقد تقدمت المنطقتان الشرقية والشمالية على بقية المناطق، كنتيجة لما يحيط بالمنطقة على المستوى الإقليمي من إشكالات سياسية وعسكرية على مدار العَقدين الماضيين في كل من: إيران، والكويت، والعراق.

وفي ختام هذا العنوان، يؤكد أصحاب الدراسة على ضعف الاهتمام بالشأن المحلي، ويحذرون من استقطاب الإعلام الوافد لجمهور الشباب، وتشكيله لاهتماماتهم في مجال الشئون المحلية، وما لذلك من آثار خطيرة على مستقبل الوعي السياسي عندهم.

متابعة الأخبار والأحداث السياسية العالمية:
أظهرت النتائج أن أغلب فئات العينة يتابعون بشكل عام الأخبار والأحداث السياسية العالمية؛ وذلك بنسبة إجمالية بلغت 84.9٪، تجمع من كانت متابعتهم "دائمًا" أو "أحيانًا" أو "قليلاً جدًّا".
وعند قراءتهم لهذه النتائج في ضوء الخصائص الشخصية لأفراد العينة اتضح لأصحاب الدراسة أن جميع تلك الخصائص مؤثرة على طبيعة المتابعة؛ فاتضح أن الذكور يتقدمون على الإناث في الحرص على متابعة الأخبار والأحداث العالمية. ويتقدم في هذا الحرص كل من الفئات العمرية الأكبر على من هم أقل سنًّا، والمتزوجون على غير المتزوجين.

وبالنسبة لمتغير المهنة، فقد اتضح أن أصحاب المهن الرسمية، يهتمون بالأخبار الدولية أكثر من غيرهم من أصحاب المهن الأخرى أو غير العاملين، كما أن الموظفين المدنيين هم أكثر متابعة للأخبار الدولية من الموظفين العسكريين.
وبخصوص متغير المستوى التعليمي، فقد أظهرت الدراسة أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي، زادت درجة الحرص على متابعة الأخبار والأحداث الدولية.

وبخصوص متغير المنطقة، فكان السبق لسكان المنطقتين الشرقية والشمالية، الأمر الذي فسره أصحاب الدراسة بقرب المنطقتين من بؤر الصراعات العربية والدولية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
مركز نماء للدراسات... بتصرف

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة