الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

روبرت فيسك : ملايين يونيو من خيال الإعلام!!

  • الكاتب:
  • التصنيف:الإعلام

روبرت فيسك : ملايين يونيو من خيال الإعلام!!

روبرت فيسك : ملايين يونيو من خيال الإعلام!!

انتقد الكاتب البريطاني الشهير "روبرت فيسك" في مقاله بصحيفة (إندبندنت) البريطانية الإعلام المصري ـ الذي وصف العاملين به على الشاشات بأنهم أصبحوا يظهرون كما لو أنهم يرتدون الزي العسكري.

وتساءل ساخرا: إذا بما أن الملايين خرجوا للشوارع للتظاهر يوم 30 يونيو ضد الرئيس "محمد مرسي"، فمن الذي كان يقود القطارات والحافلات ومترو الأنفاق، ومن الذي شغل المطارات، والمصانع، والفنادق وقناة السويس وأين كان حرس الشرطة والجيش على الرغم من أن هذا اليوم لم يكن عطلة رسمية؟؟!!.

وتساءل فيسك: لماذا الأزمة المصرية تظهر في غاية البساطة لقادتنا السياسيين في حين أنها معقدة جدا عندما يحاولون إدارتها وإيجاد حلول لها فعليا في القاهرة؟؟.

وتابع فيسك قائلاً: إن الأوهام التي تحاول وسائل الإعلام المصرية بثها في أذهان الشعب المصري المتابع لها لم تقتصر فقط على محاولتهم لتأكيد فكرة الطبيعة الإرهابية لجماعة الإخوان وعدم ديمقراطيتهم، ولكنهم لعبوا بشكل رئيسي على تغذية أحلام العالم من حولهم وخداعه بالترويج لخروج الملايين في الشوارع للإطاحة بمرسي، حتى يكون ذلك مبررا للسيسي لإسقاطه لمجرد اتباعه لإرادة الشعب.

وشكك فيسك في الأرقام التي قيلت عن الملايين التي خرجت للإطاحة بمرسي، فقد قال توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق: "هناك 17 مليون مصري في الشوارع"! وهذا كلام يثير التعجب. ثم قالت وزارة الخارجية الأمريكية أن هناك 22 مليون في شوارع مصر. ثم قبل ذلك بثلاثة أيام فقط ، أعلن مؤشر الديمقراطية أن هناك 30 مليون يشاركون في مظاهرات ضد مرسي ومليون فقط من أنصار مرسي في الشوارع!!!.
وبطيبعة الحال هذا أمر لا يصدق أبدا، فيبلغ عدد سكان مصر حوالي 89 مليون. فعلينا استبعاد الرضع والأطفال والمتقاعدين في سن متقدمة.

وسخر فيسك قائلاً: يوم 30 يونيو كان يوم عمل رسمي، إذاً فمن كان يدير مؤسسات الدولة ويقود القطارات والحافلات، ومترو الأنفاق، وتشغيل المطارات والمصانع والفنادق و قناة السويس، ويحرسون صفوف الشرطة والجيش، على عكس ما حدث تماما فى ثورة يناير 2011 حيث توقفت هذه المؤسسات تماما بسبب التظاهرات؟؟!!!.

هذا وقد رأى فيسك البحث الذي قدمته قناة الجزيرة، من خلال خبير أمريكي لتقدير الحشود وإثبات أن هذه الأرقام التي روجتها وسائل الإعلام ما هي إلا من عالم الأحلام عند كلا الجانبين سواء المؤيدين لمرسي أو المعارضين له، حيث قال إنه من المستحيل جمع أكثر من مليون ونصف شخص في ميدان التحرير. أما ميدان رابعة في مدينة نصر فيتسع لأقل من ذلك.

ورأى فيسك أن الأرقام التي أذُيعت على شاشات وسائل الأعلام المصرية خدعت "جون كيري"، وزير الخارجية الأمريكى، وانتقد فيسك تصريحه بأن الجيش تدخل إستجابة لمطالب الملايين للحيلولة دون حدوث فوضى أو حرب أهلية، ولكنه لم يذكر أن السيسي هو من اختار الحكومة المدنية التي تدير شئون الدولة وعين نفسه وزيرا للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة والنائب الأول لرئيس الوزراء.

وشن فيسك حملة انتقادات لاذعة على السيسي، خاصة خطاب 25 يوليو الذي طلب فيه تفويضا من الشعب لمحاربة الإرهاب، وشكك فيسك في حديثه بأنه اجتمع باثنين من قادة جماعة الإخوان ليطلب منهم بدء المصالحة الوطنية ولكنهم رفضوا طلبه، وأن السيسي قدم نصيحة للرئيس السابق لحل الأزمة، وأنه اجتمع برئيس الوزراء هشام قنديل والرئيس السابق مرسي ليعرض عليه فكرة الاستفتاء من أجل البقاء في الحكم وأن الرئيس السابق رفض.

وختم فيسك مقاله ساخراً: بطبيعة الحال، لا يمكننا سماع وجهة نظر مرسي أو رده على ذلك، لأنه تم إسكاته وإخراسه علنا... ونشكر الله على الجيش المصري وتلك الملايين التي خرجت!!.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة