الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرأة في الإعلام

  • الكاتب:
  • التصنيف:الإعلام

المرأة في الإعلام

المرأة في الإعلام

من المعروف بداهة أن هدم المرأة أو بناءها هو الطريق لهدم الأسرة أو بنائها، فالأم قبل الأب... وبالتكامل معه تنشأ المدرسة التي إذا أعددناها إعدادًا صالحًا ضمنّا إعداد أسرة قوية... بل وضمنَّا كما يقول الشاعر (إعداد شعب طيب الأعراق).

وقد عرف الإعلام العالمي الهدام أهمية المرأة، فركز على تخريبها وتشويهها ليضمن القضاء على محضن الأسرة، وهدم الأجيال القادمة، وإخراج أبناء ضائعين مستهلكين لا منتجين!!

• وفي مواجهة نظرة الإسلام الكريمة للمرأة ومساواتها الإنسانية مع الرجل مساواة تكاملية: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[التوبة:71، {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ}[آل عمران:195]... وفي مواجهة تكريم الإسلام للمرأة والإشادة بدور خديجة وأم سلمة وأسماء بنت أبي بكر والمهاجرات إلى الحبشة وإلى المدينة والمشاركات في معارك الإسلام... في مواجهة هذه الصورة التي تجعل من المرأة جوهرة ثمينة لا يجوز لها أن تعرض جسدها لغير المحارم.. جاء الإعلام اللاديني المضلّ والمفسد للحياة ليعرض جسد المرأة في الإعلانات وأكثر الأفلام، مستثمرًا هذا الجسد استثمارًا تجاريًا بشعًا، فهي لا تعدو في هذا الإعلام أربعة نماذج هي:
المرأة التقليدية (الساذجة المتخلّفة)، والمرأة الجسد (الأنثى)، والمرأة (الشيء) الذي يباع ويشترى، والمرأة (السطحية)، وهي النماذج التي تشوه صورة المرأة وتنتقص من كرامتها وقيمتها الإنسانية التي لا تقلّ بحال عن قيمة الرجل، وبالطبع فإن هذه النماذج تقدم قدوة سيئة للمراهقات في المجتمع، وتكرس مفاهيم خاطئة عن الأعمال المميزة التي يمكن أن تمارسها المرأة وتكسب من ورائها المال الكثير، خاصة أن العاملات في الإعلان يحققن ثروات طائلة من هذا العمل.

فإذا جئنا لمستوى ظهورها في أجهزة الإعلام المختلفة وجدنا هذا الظهور - شكلًا ومضمونًا - خاضعًا لتقاليد الثقافة الغربية، فالمعايير التي يتم بموجبها اختيار المرأة للعمل في مجال الإعلام لا تقوم على قيم ومبادئ المجتمع العربي ولا المسلم، وليست مستوحاة من البيئة العربية؛ بل خاضعة للمعايير الغربية؛ حيث يبرز نساءٌ يرتدين أزياء أنيقة ولا يتقيدن بالزي الإسلامي المحتشم، ولا بأسلوب المخاطبة الوقور الذي يلائم المرأة المسلمة، حتى المواضيع المطروحة تهمل القطاع الأعظم من النساء العربيات والمسلمات في الريف والبادية.

أما المرأة في الأفلام السينمائية فقد ظهرت في صورة سلبية للغاية مقابل مرات قليلة أظهرتها فيها بصورة إيجابية.

كما أن أفلام الشباب الجديدة حاولت تجسيد دور المرأة العصرية دون التطرق للقضايا الأساسية وأظهرتها بصورة سلبية للغاية، وكأَنَّ اهتماماتها تتركز في الشكل الخارجي لها من تسريحة شعر وموضة وماكياج دون أن تعتني بالجوهر أو المكانة الاجتماعية والوظيفية، فضلًا عن إبراز الدور الحقيقي للمرأة الكادحة والفلاحة والعاملة التي تسهم بصورة فعلية وأساسية في تربية أولادها أو تنمية المجتمع؛ بل على العكس يتم استخدامها لمداعبة شباك التذاكر من خلال توظيفها في الإغراء والجنس والإثارة لجذب الجمهور.

وتؤكد إحدى الدراسات الميدانية أن الحكومات ووسائل الإعلام الحالية تسعى بشكل مستمر ودؤوب لنشر الثقافة المنحلة وثقافة التعري وقلة الحياء، ونشر ثقافة السفور والتبرج بدل ثقافة الحجاب والالتزام والحياء والأخلاق الإسلامية التي تعكس الواقع الصحيح للمرأة العربية في مجتمعاتنا، وهي حرب شرسة على الثقافة الإسلامية وعلى النساء المسلمات بشكل خاص لأنهن يحملن ثقافة عظيمة يخاف منها الكثيرون.

وفي ضوء هذه الصورة الظالمة للمرأة يجب أن يكون لإعلامنا مع المرأة المسلمة هدف رئيسي ننشد تحقيقه؛ بحيث لا يكون جل نتاجه ردود أفعال لأطروحات الآخر أو تفنيدًا لآرائه وهجماته وحسب؛ فالأصل تقديم مادة ذات مهمة وقائية بنائية معًا؛ بحيث تبنى شخصية المرأة المتلقية المتزنة والمستقلة القادرة فيما بعد على تفنيد ما تسمعه أو تراه أو تقرؤه.

وهذا يملي على إعلامنا الإسلامي والقادرين- ضرورة صناعة البدائل الإسلامية في مجال الإعلام بمختلف فنونه – لا سيما في قضايا المرأة والأسرة - على أن تكون هذه البدائل ملتزمة بالرؤية الإسلامية ومؤطرة بالمرجعية الشرعية، مع تذكير المتلقي المعاصر أن صياغة هذه البدائل صياغة إسلامية إنما هو صورة من صور التحدي الحضاري الذي يواجه الأمة في الحاضر والمستقبل، ويتطلب من أبنائها مزيدًا من سعة الأفق والمرونة والإنصاف.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة