الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدث في مثل هذا الأسبوع(22-28 ربيع الآخر)

حدث في مثل هذا الأسبوع(22-28 ربيع الآخر)

حدث في مثل هذا الأسبوع(22-28 ربيع الآخر)

وفاة الشيخ العلامة محمد أحمد باشميل 26 ربيع الآخر 1426هـ (2005م):
كان باشميل – رحمه الله – عالماً غزير العلم، واسع المعرفة، طويل الاِطّلاع، دقيق التحليل لما يواجهه الإسلام من الأفكار الوافدة، والحركات الهدّامة، والتيارات الدخيل ، كما كان يمتاز بالغيرة البالغة على دينه وعقيدته وثقافته وأمته.
ومن هنا كانت له معارك أدبية وفكرية مع مخالفيه، سَجّلتها كلّ من جريدة عكاظ والبلاد والمدينة المنورة والندوة والجزيرة وغيرها من الجرائد السعودية، وتعدّتها إلى صحف البلاد العربية الأخرى الصادرة في كل من القاهرة وبيروت، وصنعاء وغيرها.
ورغم كونه سيفا مصلتا على رقاب التيارات الوافدة، لم يُلَوِّث لسانَه بكلمة نابية، أو قلمه بكتابة مسيئة، فظلّ عبرَ مشواره عفَّ اللسان، طاهرَ القلم، رحبَ الصدر، كبيرَ النفس.

نشأته
ولد الشيخ محمد أحمد باشميل في منطقة العرسمة في حضرموت لواء دوعن عام 1336هـ الموافق 1915م، نشأ يتيماً وحيداً في حجر والدته، رحمها الله، حيث توفي والده وهو في الثامنة من عمره، قرأ القرآن الكريم، وحفظ معظم أجزائه واهتم باللغة العربية والفقه، ومن محفوظاته (ألفية ابن مالك)، ومتن (الزبد) في الفقه الشافعي، وبعض المتون المختصرة في الحديث، وقرأ بعض هذه المتون وغيرها على بعض مشايخ حضرموت متفرغاً لطلب العلم عليهم لمدة ثلاث سنوات.
وكان في بداية طلبه للعلم كثير القراءة للمطولات من أمهات كتب التاريخ يجردها جرداً، ويكرر إعادة قراءتها مثل (مروج الذهب) للمسعودي، الذي كان أول كتاب في التاريخ يقرأه، و(تاريخ الرسل والملوك) للطبري و(الكامل في التاريخ) لابن الأثير، و(البداية والنهاية) لابن كثير وكثير من كتب المغازي والسير كـ : (مغازي الواقدي) و(سيرة ابن هشام) و(الطبقات الكبرى) لابن سعد و(الروض الأنف) للسهيلي وغيرها من أمهات كتب التاريخ والسيرة.

باشميل في ارتيريا

هاجر الشيخ محمد أحمد باشميل، من حضرموت إلى أرتيريا عام 1356هـ الموافق 1935م حينما كان عمره عشرين سنة، وتزوج في أرتيريا من بنات عمومته. كان أجدادها ممن هاجروا إلى مدينة كرن، وقد مكث في أرتيريا حتى عام 1368هـ الموافق 1947م، ثم عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه (العرسمة) بدوعن في حضرموت.
باشميل في السعودية
وفي عام 1370هـ/ 1949م هاجر باشميل إلى المملكة العربية السعودية متنقلاً بين جدة ومكة المكرمة، مقر عمله في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كان - رحمه الله - محباً للعلم والعلماء، مقبلاً على طلب العلم والبحث والكتابة، قوي الحجة في مناظراته. وتتجلى قوته في الدفاع عن الدين وأهله في كثير من كتاباته ومقالاته، وتجلى ذلك بوضوح أيضاً خلال عمله مع فضيلة الشيخ عبد الملك ابن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ، والذي كان رئيساً عاماً لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحجاز.
كان نشاط باشميل كثيفاً في الحسبة بكتابة المقالات في الصحف والمجلات والدوريات وتأليف الكتب ونشرها وبالخطابة وإلقاء المحاضرات والبرامج الإذاعية الأسبوعية، عبر برنامج (نداء الإسلام) من مكة المكرمة، وقدم العديد من البرامج الإذاعية المتميزة أشهرها برنامجي اخترت لك وحديث الثلاثاء وقد بثتهما الإذاعة السعودية لسنوات طوال، كما شارك في الكثير من الندوات العلمية والبرامج التلفزيونية التي من أشهرها برنامج (مجالس الإيمان) .
كما كانت له محاضرات قيمة ألقاها في رابطة العالم الإسلامي وفي محافل عدة، وقد كان عضوا فاعلا في الرابطة وممثلا للملكة السعودية في مناشط كثيرة.
ومن خلال عمله عضواً في اللجنة الثقافية في رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، كان مدافعاً عن قضايا المسلمين خارج الجزيرة في الهند وباكستان والصومال وأرتيريا وغيرها من الدول.

وقد تعرض باشميل لحملة شرسة عما يكتبه في الصحافة السعودية من مخالفيه، فرموه بما لا يليق به وقالوا فيه المقالات المنكرة، محاولين الوشاية به وتشويه سمعته، وقد ناصره وآزره علماء السعودية وعلى رأسهم وقتها الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن حميد، والشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمهم الله- ولقي منهم التقدير والتأييد لما كان يقوم به من صدع بالحق وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ونصرة لهذا الدين.
مؤلفاته

من يقرأ مؤلفات باشميل -رحمه الله- يشعر بغزارة العلم وبالجهد المبذول وسعة الاطلاع والسرد التاريخي المشوق والأسلوب الماتع والفكر المستنير والغيرة الشديدة على الإسلام ومقدساته.
وهذه بعض أسماء مؤلفاته :
1) كتاب (القومية في نظر الإسلام): صدر عام 1960م/1380هـ ببيروت. وقد قال في مقدمة كتابه: ''أما بعد لقد كثر التحدث عن القومية العربية، في هذه الأيام، واتسع الجدل حول مفهومها.
وهل هي مذهب وعقيدة. أم واقع يحتاج إليهما؟ وبالرغم من اتساع البحث وكثرة المؤلفات التي ظهرت حديثاً حول هذه القومية، فإن مفكري العرب وقادتهم لم يتم بينهم أي اتفاق على مفهوم (القومية العربية) كما هو الشأن في المذاهب المعروفة والعقائد المشهورة في العالم الصالح منها والطالح ..."

2) كتاب (صراع مع الباطل): صدر عام 1960م/1380هـ. وقد قال في مقدمته يرحمه الله: وبعد أيها القارئ الكريم، فإنك ستجد في هذا الكتاب، فصولاً متعددة، وبحوثاً متنوعة، ولكنها مع تعددها، تتجمع عند نقطة واحدة، هي الصراع المرير مع الباطل، والاشتباك الضاري مع الإلحاد، وسلاحنا في هذه المعارك، هو الصراحة التي لا تشوبها مواربة، ولا تخالطها مداهنة أو مصانعة، وإنما هو الحق [أو ما نعتقد أنه الحق]، ونصك به المبطلين صك الجندل، من كانوا وأينما كانوا.

3) كتاب (لهيب الصراحة يحرق المغالطات): وهو ردود ومناقشات لأنواع من حاملي الفكر الاشتراكي اليساري.

4) كتاب (إسكات الرعاع بأدلة تحريم الغناء والسماع )وهي رسالة تتناول موضوع تحريم الغناء والموسيقى والرد على الظاهرية الذين يبيحون الغناء وشيخهم في العصر الحديث (أبو تراب الظاهري) يرحمه الله الذي كتب في الصحف المحلية في السبعينات بعنوان (الكتاب والسنة لم يحرما الغناء) وأطال الكلام في هذا فكانت ردود الشيخ عليه شديدة وقاسية.
5) كتاب (أكذوبة الاشتراكية العربية): صدر عام1381هـ/1962م .

6) كتاب (لا يا فتاة الحجاز) في هذا الكتاب خص فيه فتاة المملكة وفتاة الحجاز، يحذر من انزلاق الفتاة المسلمة مما قد وقعت فيه نساء المسلمات في بعض البلاد الأخرى من عدم ارتداء الحجاب وغير ذلك من الأمور الأخرى وهو يشبه كتاب (مكانكِ تُحمدي) للأستاذ أحمد محمد جمال رحمه الله.
7 - الإسلام ونظرية داروين.
8 - هل هذا من العروبة.
9 - كيف نفهم التوحيد.
10- كيف نحارب الإلحاد.
11 - نحن وعبد الناصر.
12- حروب الردة.
13 - العرب في الشام قبل الإسلام.
14- حروب الإسلام في الشام.
موسوعة الغزوات الكبرى أو معارك الإسلام الفاصلة
و هذه الموسوعة هي أشهر مؤلفاته التي كتب الله لها الذيوع و الشيوع، وقد ألّفها في الفترة ما بين ( 1383هـ / 1963م ) إلى ( 1393هـ / 1973م ).. وأكملها بكتابه القادسية ومعارك العراق
وهي كالتالي:
1) كتاب (غزوة بدر الكبرى)
2) كتاب (غزوة أحد) قدم له اللواء الركن محمود شيت خطاب .
3) كتاب (غزوة الأحزاب): صدر عام 1385هـ/1965م . ببيروت .
4) كتاب (غزوة بني قريظة): صدر عام 1391هـ/1971م ببيروت. قدم له اللواء الركن محمود شيت خطاب .
5) كتاب (صلح الحديبية): صدر عام 1391هـ/1971م ببيروت. وقدم له الكولونيل عبد الله التل قائد معركة القدس سنة 1948م .
6) كتاب (غزوة خيبر): صدر عام 1390هـ/1970م . قدم له الكولونيل عبد الله التل قائد معركة القدس عام 1948م .
7) كتاب(غزوة مؤتة): صدر عام 1392هـ/1972م ببيروت .
8) كتاب (فتح مكة): صدر عام 1392هـ/1972م. ببيروت. قدم له الأستاذ أحمد محمد جمال.
9) كتاب (غزوة حنين): صدر عام 1394هـ/1974م. ببيروت. قدم له معالي الشيخ إبراهيم العنقري وزير الإعلام في حينها بالمملكة العربية السعودية .
10) كتاب (غزوة تبوك): صدر عام 1397هـ/1977م. ببيروت .
11) كتاب (القادسية ومعارك العراق) صدر عام 1403 ، ط - بالقاهرة
وفاته
كان وفاة الشيخ ـ بعد معاناة مع المرض لسنوات ـ مغرب يوم الجمعة 26 ربيع الآخر 1426هـ عن عمر ناهز التسعين، رحمه الله رحمة واسعة.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة