الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منظمات إسرائيلية استيطانية تنكل بفلسطينيي الضفة

منظمات إسرائيلية استيطانية تنكل بفلسطينيي الضفة

منظمات إسرائيلية استيطانية تنكل بفلسطينيي الضفة

تتصاعد أعمال عنف المستوطنين ضد فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة، في إطار نشاط منظمات إسرائيلية متطرفة تمارس منذ سنوات هذه الاعتداءات، وتنطلق غالبا من مستوطنات غير قانونية حتى وفق القوانين الإسرائيلية.

ويهاجم مستوطنون إسرائيليون -تحت أعين قوات الاحتلال وشرطته- قرى وبلدات فلسطينية، وتزداد وتيرة هذه الاعتداءات مع موسم جني الزيتون.

فتيان التلال
تأتي في طليعة هذه المنظمات منظمة "فتيان التلال" التي ظهرت بعد الانتفاضة الثانية عام 2001، ومنها تولدت جماعة "فتيات التلال" بداية من العام 2005.
(إنها أيديولوجياً تنبثق من مجموعات من التيار القومي الديني المتطرف الذي يرى في كامل الضفة الغربية (يهودا والسامرة) جزءًا من "أرض إسرائيل التوراتية"، ويدعم الاستيطان كوسيلة لترسيخ الوجود اليهودي.
أما عملياً فيهدف بعض أفراد الجماعة إلى خلق وقائع على الأرض (بؤر استيطانية، إحكام سيطرة على طرق وأراضٍ) تُحوّل الحقائق الديموغرافية والجغرافية لصالح المستوطنين).
وترتكز فلسفة هذه المنظمة على احتلال تلال مطلة على قرى الفلسطينيين ومزارعهم، ثم تتوسع تدريجيا لتتحول إلى بؤرة استيطانية غير قانونية، وفق تقرير بثته الجزيرة.

وارتكبت هذه المنظمة عمليات قتل وحرق منازل وتخريب ممتلكات (كتخريب المزارع وبساتين الزيتون وقطع الأشجار..). وصدرت بحقها عقوبات أميركية وأخرى أوروبية خلال العام الماضي.

و قالت الأمم المتحدة: إن مستوطنين إسرائيليين نفذوا 264 اعتداء ضد فلسطينيي الضفة الغربية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهو أعلى حصيلة شهرية منذ نحو 20 عاما.

وكانت إسرائيل قد احتلت الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، عام 1967، في خطوة اعتُبرت انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، وترفض الانسحاب منها وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

جباية الثمن
وكذلك، تنشط في الضفة ما تسمى بـ"جماعة جباية الثمن"، وهي جماعة شبابية متطرفة (غالباً تُعتبر الامتداد العملي أو الذراع التنفيذية لبعض عناصر «شباب التلال» (Hilltop Youth)، أو على الأقل تتقاطع معهم في الفكر والأسلوب. وأيديولوجيتها مستمدة من الصهيونية الدينية المتشددة التي تؤمن بضرورة بسط السيطرة اليهودية على كل أرض «يهودا والسامرة» (الضفة الغربية).

ترفض أي تنازل عن الأراضي أو قيام دولة فلسطينية.

ترى في العرب والفلسطينيين «أعداء يجب ردعهم».

بعض أتباعها يرون أن الحكومة الإسرائيلية نفسها قد «تخون» القضية إذا أزالت بؤراً استيطانية، ولذلك يهاجمون أحياناً الجيش أو الشرطة الإسرائيلية نفسها). وقد نفذت اعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين والعرب داخل "الخط الأخضر"، (ومن أبرز الحوادث المنسوبة إلى هذه الحركة: 2009–2013: تصاعد الهجمات ضد مساجد الضفة الغربية، منها إحراق مسجد المغير ومسجد قريوت، وكتابة شعارات «الثمن».
2011: إحراق مسجد طوبا الزنغرية في الجليل.
2014: عملية حرق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما (نابلس)، ما أدى إلى استشهاد الرضيع علي دوابشة ووالديه، واعتُبرت من أبشع جرائم «جباية الثمن».
2018–2023: استمرار اعتداءات على القرى والمزارع الفلسطينية، خصوصاً في نابلس ورام الله وجنين، وتوثيق مئات الهجمات على ممتلكات ومزارع الزيتون).
وتتعمد هذه الحركة ترك توقيعات وشعارات عنصرية في الأماكن التي تنفذ فيها عملياتها (مثل «الموت للعرب» أو «انتقام»).

حارس يهودا والسامرة
أما "حارس يهودا والسامرة"، فهي منظمة تطوعية تأسست عام 2013 لحماية المزارع والمستوطنات غير القانونية، وتدعم عنف المستوطنين، وصدرت بحقها عقوبات بريطانية عام 2024. (ومما يجب التنبيه عليه أن هذه الحركة وإن لم تكن حركة رسمية فإنها وبحسب بعض ما نشر على عدة مواقع تتلقى دعما وتمويلا من جهات حكومية وتبرعات من الشتات اليهودي).

كما تبرز "ألوية الدفاع الإقليمي" -التي شكلها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023– بتجنيد 5500 من سكان المستوطنات للخدمة في مناطقهم وبجوار القرى الفلسطينية القريبة.

ويخدم بهذه المنظمة حوالي 7 آلاف شخص، وهي نشطة في أعمال عنف وتهديد وتدمير لممتلكات فلسطينية.

ويهدف عنف المستوطنين إلى جعل الزراعة الفلسطينية غير مستدامة، ودفع السكان الفلسطينيين إلى النزوح، ضمن الأهداف الكبرى للاحتلال بضم مزيد من أجزاء الضفة الغربية.
ـــــــــــــــــــــــــ
بتصرف

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة