الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الغضب لدى أبنائنا.. كيف نفهمها؟

  • الكاتب:
  • التصنيف:أب .. وأم

نوبات الغضب لدى أبنائنا.. كيف نفهمها؟

لفت انتباهي في إحدى المسلسلات التلفازية العقيمة لحظة صدق قالت فيها الزوجة: أنا بكرهك أنا بكرهك..ثم ركضت لتختفي، هكذا أراد المخرج أو أراد الموقف... أن تختفي بعد لحظة صدق.

كم ركضنا هرباً من حقيقة وأغلقنا الباب حتى لا نواجهها، ولكن الحقائق تتسلل لنا رغم هروبنا.
إن الهروب من المواقف الدرامية، هي أضعف لحظة يمر بها الإنسان، فيفضل الهروب على المواجهة.
أتساءل كيف تتصرف الأم في حالة هروب ابنها من المواجهة مع الموقف، فقد يحصل موقف يدل على غضبه، كأن يقول: (إنني أكرهكم..أو أكره هذا المنزل وقوانينه...أو لا أرغب في العيش هنا).

كيف تتصرف؟ وكيف تتصرف إذا أظهر غضبًا عارمًا لا حدود له، عليها أن لا تواجه الموقف بعنف ، وأن تترك له مساحة قصيرة للهرب، ثم تعود إليه..حتى لا يحتفظ بهذا الشعور لنفسه، عليها أن تستغل هذا الوقت في التواصل معه، فهذا التواصل سوف يساعده في مواجهة آلامه وقبولها ثم التخلص منها.

إن وقوفنا مع الآخرين في مواجهة المشكلات المؤلمة يسري عنهم، ويشد من أزرهم ويبعث بهم على تخطي المواقف الصعبة.
إن الضغوط اليومية التي نمر بها قد تصل بنا إلى درجة اليأس من إيجاد الحلول لها، ولكن إذا عدنا إلى الوراء لوجدنا الكثير من المواقف الصعبة التي تخطيناها بسلام فأصبحت في طي النسيان.

قد تكون لحظة الغضب افتعالية، إن كانت افتعالية فهي تحتاج إلى حلول أيضًا، سواء حدثت في البيت أو في مكان آخر، وعادة ما يفتعل أبناؤنا الغضب للحصول على ما يريدون، لذا يجب علينا التفريق بين لحظة الغضب التي تثير أبناءنا لدرجة الهروب من الموقف، وافتعال لحظة أو نوبة الغضب، وخصوصاً إذا اكتشف أبناؤنا أنها أداة فعالة لجلب الاهتمام.

هذه النزعة نحو الانفعال تلاحظ على وجه الخصوص خلال فترات الطفولة المبكرة والروضة عندما يبدأ الأطفال في إظهار استقلاليتهم وتأكيدها، فإذا استجيب للصراخ والركل والرفض أدرك الطفل أن هذا الفعل يصل به إلى ما يصبو إليه، فيقوم به كلما أراد الحصول على ما يرفض الكبار منحه له، وقد نلجأ إلى محاولة كفهم بالإقناع أو بالغضب والضرب، وكلتا الحالتين لا تؤديان إلى نتائج سليمة، لذلك علينا في هذه الحالة اتباع خطوات متزامنة هي:

تجاهل نوبات الغضب عندما تحدث
عندما تبدئين في تجاهل سلوك الطفل عند نوبات الغضب ، سوف تقل هذه النوبات تدريجيا حتى تتوقف إذا لم يجد الطفل أي تعزيز أو إقناع أو شرح ، أو حتى النظر إليه حتى يتوقف الطفل، بعد ذلك يمكنك الجلوس بجانبه وعدم التحدث عن نوبة الغضب، فإذا عاد لذلك التصرف فابتعدي عنه مرة أخرى ولا تعيريه أي اهتمام.

- الإكثار من تعزيز التصرفات الملائمة
مساعدة الطفل على التعامل مع ردود الفعل الانفعالية بطرق مقبولة
ساعدي طفلك على اكتشاف بدائل مقبولة لتحل محل نوبات الغضب، وذلك عن طريق منع التصرف العدواني والنزول إلى مستواه الطفولي وقولي له:( أنا أعرف أن هذا يجعلك تشعر بالغضب) أو (إنه مؤلم حقًا ما تشعر به) أو (إنك منزعج حقًا ولكن يجب..).
- شجعي طفلك على التعبير عن انفعالاته أما بالموافقة على ما قلت، وإما باستعمال ما اقترحته أو بالتعبير عن شعور آخر، اسأليه بعد ذلك ماذا نستطيع فعله حيال ذلك واستعرضي البدائل، ثم ساعدي الطفل على الحل للموقف بنفسه، وأثني على قدرته على حل الموقف.
يجب على كل أم أن تعتبر نفسها دائماً القدوة التي يقتدى بها في الأسرة، فتظهر الشجاعة والحكمة في مواجهة المواقف، ولا تنسي أن مشاعرنا وأحاسيسنا تتسلل للظهور بشكل أو بآخر إن لم يكن اليوم فغداً، وكذلك الحال بالنسبة لأبنائنا .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة