الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخطاء في الاعتكاف

أخطاء في الاعتكاف

أخطاء في الاعتكاف

الاعتكاف في المسجد سُنَّة في الأوقات كافة، غير أنه في رمضان آكد، وقد ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم (كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده)، بيد أن بعض الناس يقعون في بعض الأخطاء عند أدائهم لهذه السُّنَّة، ومن هذه الأخطاء ما يلي:

أولاً: من الأخطاء جَعْل بعض الناس الاعتكاف فرصة للقاء والاجتماع والتحدث، فترى المجموعة من الأصحاب يحرصون على أن يعتكفوا في مسجد واحد أو في مكان معين من المسجد لهذا الغرض، وكل ذلك من الغفلة عن مقصود الاعتكاف الذي هو الانقطاع عن الناس، والاشتغال بعبادة الله، والخلوة به، والأنس بذكره.

ثانياً: التوسع في المباحات والإكثار من الأكل وفضول الطعام، والذي ينبغي للمعتكف أن يحرص على تقليل طعامه ما أمكن، وأن يقتصر منه على ما يعينه على العبادة، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس، وتطرد الكسل والخمول، ومن كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة.

ثالثاً: جَعْلُ الاعتكاف فرصة للمباهاة والتفاخر وجلب ثناء الناس، كقول البعض اعتكفنا في الحرم أو المسجد الفلاني أو ما أشبه ذلك؛ طلباً للمدح والإعجاب، والواجب أن يخفي الإنسان عمله، وأن يخاف عليه من الرد وعدم القبول، فإن الأعمال بالنيات، ومما يعين العبد على ذلك اختيار المسجد الذي لا يعرف فيه أحداً ولا يعرفه أحد، وعدم إعلان ذلك للناس حتى يكون أقرب إلى الإخلاص.

رابعاً: الإكثار من النوم وعدم استغلال الأوقات في المعتكَف، فالمعتكِف لم يترك بيته وأهله وأولاده لينام في المسجد، وإنما جاء ليتفرغ لعبادة الله وطاعته، فينبغي أن يقلل من ساعات نومه قدر استطاعته، وأن يغير البرنامج الذي تعود عليه في بيته.

خامساً: الخروج من المعتكف لغير حاجة معتبرة، كالخروج المتكرر إلى السوق لشراء الأكل، بينما يكفيه من ذلك مرة واحدة.

سادساً: عدم المحافظة على نظافة المسجد، فربما ترك بعض المعتكفين مخلفاتهم دون تنظيف، والنبي صلى الله عليه وسلم، يقول: (البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها) متفق عليه، والذي ينبغي على المعتكف أن يتعاهد موضع معتكفه بالتنظيف.

سابعاً: من الأخطاء التي تحدث من بعض المعتكفين وخصوصا في الحرمين أن بعضهم لا يصلي أحياناً التراويح مع المصلين، وخصوصاً في العشر الأواخر اكتفاء بصلاة القيام، ويظل يشوش على المصلين برفع الصوت في أحاديث لا طائل من ورائها.

ثامناً: يُلاحظ إظهار البعض الجدَّ والحزم والعزم والنشاط في أول أيام الاعتكاف، ثم لا يلبث أن يفتر ويتراخى بسبب المخالطة وإلف المكان، والذي ينبغي أن يكون عليه الأمر، أن يستمر هذا النشاط والجد إلى آخر لحظة، تحرياً لليلة القدر التي أخفاها الله عنا لهذا الغرض.

تاسعاً: تفريط بعض الناس في حق أهله وأولاده وتضييعهم وهو في معتكفه، فربما انحرف الواحد منهم وضاع، خصوصاً مع غياب الرقيب والمتابع، والاعتكاف سُنَّة، والمحافظة على الأهل والأبناء من الواجبات، فكيف يُضيِّع الإنسان ما هو واجب عليه من أجل المحافظة على سُنَّة، ولا شك أن الجمع بين الأمرين هو المطلوب إن تيسر ذلك، وإلا فتحصيل ما هو واجب هو المقدم.

عاشراً: المبالغة في نصب الخيام، وكأن المقصد الأساس من الاعتكاف النوم والخلود إلى الراحة، مع أن كثرة النوم يتنافى مع مقاصد الاعتكاف القائمة على التقليل من العادات اليومية، والانقطاع عن مشاغل الدنيا وزخرفها، أما إذا كان نصب الخيام سيضيِّق على المصلين أماكن صلاتهم، فهذا من الضرر الذي لا يتوافق مع مقصد الاعتكاف، ولا يجوز للمعتكف فعله.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة