الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر انتفاضة الأقصى في تشكيل الهوية الوطنية لفلسطينيي أوروبا

أثر انتفاضة الأقصى في تشكيل الهوية الوطنية لفلسطينيي أوروبا

أثر انتفاضة الأقصى في تشكيل الهوية الوطنية لفلسطينيي أوروبا

من يرصد منحنى تفاعل فلسطينيي أوروبا مع الأحداث التي تجري في فلسطين باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الواحد يلحظ صعوداً حاداً في الخط البياني لناحية الانجذاب نحو القضية ، ووضوح الهوية الوطنية في فترة انتفاضة الأقصى الأخيرة، والتي اندلعت في التاسع والعشرين من شهر تشرين أول (أكتوبر) من عام 2000 للميلاد وما زالت مستمرة لغاية الآن.

وقد أثرت الانتفاضة بشكل مباشر ولافت في صياغة عقلية وتشكيل الدافع الوطني عند أبناء الجيل الثاني والثالث ، وهذا خلاف المتوقع باعتبار غياب اللغة العربية عند نسبة لا بأس بها ، وكذلك قوة الصهر الاجتماعي والتربوي عند النظام التعليمي الغربي الذي يكفل بتلقائية ذوبان أية هوية أو ثقافة تعيش في كنفها. والسؤال هنا: كيف يمكن أن يكون لانتفاضة الشعب الفلسطيني والأحداث المستمرة في الضفة الغربية وقطاع غزة هذا التأثير؟

لا بد أن نقرر حقيقة أن أبناء الشعب الفلسطيني في أوروبا هم جزء من أبناء الجالية العربية والمسلمة في القارة وينسحب عليهم ما يؤثر على هذه الجاليات من عوامل ومتغيرات سواء كانت سلبية أو إيجابية، داخلية كانت أو خارجية. من حيث أنهم أقلية تعيش في مجتمع بثقافة مغايرة. فبالتالي يفترض أن تسود ثقافة الأغلب والأعم خاصة مع الأجيال التي ولدت وترعرت في المحاضن التربوية الغربية. فنظام المدارس وطرق التعليم كفيل بتشكيل وصياغة عقلية التلاميذ على مستوى يندمج فيه الجميع، فتغيب اللغة وتندثر أية عادات وتقاليد وموروث ثقافي لصالح ما يعطى خلال ما يقرب من ثمان ساعات دراسية يومياً. وتسود مفردات الحياة اليومية في البلد الذي يعيشون فيه وتصبح الهوية هي من واقع الحياة الآنية والظروف المحيطة كما أكد على ذلك العديد من الخبراء والباحثين في تعريف الهوية واختلافها عند البشر حسب ظرفي الزمان والمكان وما يحيط بهما من عوامل. وعليه فإن الهوية الوطنية للبلد الأصلي تندثر في أغلب الأحيان، وإن حاول الآباء القيام بمجهود للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية، إلا أن هذا يؤدي إلى ازدواجية الهوية عند الأجيال الجديدة وبالتالي يصعب عليها الجواب السليم عن ماهية الأنا عندهم.

قد يكون هذا الوصف دقيقاً إلى حد ما خلال عقود الستينات والسبيعينات وحتى أواخر الثمانينات من القرن الماضي، ولكن ما نرصده أن الحال أخذ في التبدل مع نهاية العقد الثامن وبداية العقد التاسع من القرن العشرين وأوائل القرن الحالي. ودخلت عوامل كثيرة ومتلاحقة مما جعل تمايز الثقافات يبدو واضحاً ، وأصبح هناك وضوح إلى حد ما في الهوية الوطنية الفلسطينية عند الأجيال الجديدة. ونستطيع أن نقول: إن نسبة لا بأس بها من أبناء الشعب الفلسطيني تعرف حقيقة انتمائها لفلسطين وما هو المطلوب منها من خلال معيشتها في الغرب بدرجات لا يمكن أن تكون متوقعة الحدوث بهذه السرعة وعلى هذا الاتساع بين أبناء الشعب الفلسطيني.

ونعتقد أن هناك عوامل عديدة جوهرية رسمت معالم هذا التغيير إن بشكل مباشر أو غير مباشر. ولكن يبقي الحدثان الأبرز والأهم وهما وقوع انتفاضتي الحجارة والأقصى في شتاء 1987 وخريف 2000 على التوالي. ونعتقد أن آثار انتفاضة الأقصى كانت أعمق وأشمل وتعدت آثارها الوسط الفلسطيني في أوروبا إلى العربي والمسلم بل والغربي بشكل واسع. ويستدل على ذلك بحجم التأييد الواسع للقضية الفلسطينية في عموم أوروبا وحجم الاستنكار والاستهجان الأوروبي لدولة "إسرائيل" والتي اعتبروها الأخطر على السلم العالمي بنسبة 59% من مجموع من أجري عليهم استطلاع في عدة دول أوروبية.

ولم يأت هذا التأثير بمعزل عن عوامل عديدة منها ما هو ذاتي في طبيعة انتفاضة الأقصى وخصوصيتها من ناحية العنف والإرهاب الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة بل وتعداه إلى فلسطينيي 48 (ممن يفترض أن يكونوا مواطنين في الدولة العبرية)، مما صعب على الساسة الإسرائيليين طمس الحقائق والحيلولة دون وصولها للجميع. ولم تستطع آلة الإعلام الإسرائيلية طمس قتل ما يقرب من أربعة آلاف فلسطيني وجرح ما يربو على 37 ألفاً منهم 3500 معاق ، وجرف ما يقرب من 74000 دونم وقلع 1200000 شجرة منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وحتى إبريل من هذه السنة حسب آخر الإحصاءات.

هناك عوامل أخرى موضوعية كالظروف الفنية المحيطة والموازية في إطلاع العالم أولا بأول على الأحداث. وهنا نشير لعصر الانفتاح الإعلامي والفضائيات التي تتسابق في نقل الحدث وكذلك عصر الإنترنت والمعلومات المتلاحقة التي زادت من أهمية الحرب الإعلامية في الصراع الدائر في فلسطين. وما صورة محمد الدرة واستشهاده في حضن والده عنا ببعيد. حيث تسابقت شاشات التلفاز العالمية على نقلها حتى طبعت في الذهن الغربي.

وقبل الاستطراد لا بد لنا من تحديد معالم بروز الهوية الوطنية عند فلسطينيي أوروبا، فأول ما يتمثل هذا البروز في أن انتفاضة الأقصى التي وفرت محضناً تربوباً تثقيفياً لأبناء الجيل الثاني والثالث من أبناء الفلسطينيين في أوروبا تعرفوا من خلاله على المفردات الحقيقية والأصلية للقضية الفلسطينية من ناحية الجغرافيا والتاريخ والشخصيات على الطرف الفلسطيني والإسرائيلي، والإجابة على الأسئلة الكثيرة في كل ما يتعلق بـ: كيف ومتى وأين، حتى نصل إلى ما هو مطلوب منهم تجاه فلسطين. كان ذلك مستحيلاً قبل الانتفاضة حتى لو توفرت الملايين من الأموال لهذا الغرض، رغم حرص العديد من المؤسسات غير الحكومية على القيام بهذا الدور خلال العقود الماضية. وقد بدا هذا الأثر حتى على أبناء الجالية العربية والمسلمة أيضاً بما تمثل فلسطين لهما ببعديها القومي والديني. وقد جعل عظم هذه الأحداث أبناء الشعب الفلسطيني في الغرب في مقدمة صفوف الفعاليات والأنشطة التي أقيمت في الغرب لدعم صمود الشعب الفلسطيني والتضامن معه، ورفعت من سقف المتوقع منهم من قبل المتعاطفين مع القضية من عرب ومسلمين وأوروبيين. وإن كان بعض الأفراد من أبناء الشعب الفلسطيني مشغولين عن أداء واجبهم الوطني فإن الأحداث قد فرضت عليهم أن يكونوا في المقدمة. مع تثبيت حقيقة أن الأغلبية قد تحركت بتلقائية نحو التفاعل مع الأحداث. وقد ساهمت التظاهرات والاعتصامات وفعاليات التضامن في هذا الاتجاه.

ومن ناحية ثانية فإن عصر الفضائيات العربية والمنافسة الشديدة بينها على كسب المشاهدين العرب، قد انعكس إيجاباً على فلسطينيي أوروبا من جانبين، الأول تقوية اللغة العربية عند الجيل الجديد ، والثاني نقل الأحداث حية من فلسطين وبجرأة عالية مما وفر فرصة لفلسطينيي أوروبا أن يعيشوا الأحداث لحظة وقوعها. وفي المقابل حفََزت التغطية التلفزيونية من قبل القنوات العربية للفعاليات والأنشطة التضامنية التي يقوم بها الفلسطينيون في أوروبا من الشعور لديهم بإمكانية لعبهم دوراً مركزياً وجوهرياً مهما في دعم صمود إخوانهم، والتواصل معهم.

وهنا لعبت الرموز الفلسطينية - كالكوفية والعلم - دوراً مهماً في إظهار المشاعر الوطنية عند الفلسطينيين. وتجدر الإشارة إلى حيوية دور المؤسسات غير الحكومية الفلسطينية أو التي تعمل لفلسطين في أوروبا في تفعيل دور الجاليات والمساهمة في تقوية الشعور الوطني. ويلحظ المتجول في الأقطار الأوروبية انتشار عشرات المؤسسات في عموم القارة دون استثناء.

وخلال استطلاع بحثي أجري مؤخراً على مجموعة من فلسطينيي بريطانيا عبّر طلاب الجامعات من هذه العينة على أنهم أصبحوا ناشطين في الجمعيات الطلابية لصالح دعم القضية الفلسطينية بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، وذلك بعد ما شاهدوه من ظلم واقع على إخوانهم في فلسطين من قبل جنود الاحتلال. ويلفت النظر في هذا الاستطلاع أن أحد الآباء الذين شملتهم العينة قام بنقل ابنه من مدرسة رفض الناظر فيها السماح لابنه بالخروج لمدة نصف يوم لكي يشارك في اعتصام أمام مكتب رئيس الوزراء البريطاني دعماً للقضية الفلسطينية، وقد مكث ابنه أسبوعين في المنزل حتى وجد له مدرسة جديدة. كل ذلك كي يغذي الشعور الوطني المتقد عند الوالد والولد. وعبَّر العديد ممن شملهم الاستطلاع عن فخرهم من أنهم كانوا جزءاً من المد البشري الذي عم الشوارع البريطانية دعماً للقضية الفلسطينية.

ولا يمكن أن نتجاهل الرمزية الدينية لانتفاضة الأقصى من حيث ارتباطها بالمسجد الأقصى والقدس كأحد الأماكن المقدسة عند المسلمين وكذلك المسيحيين على حد سواء. وقد ساهم ذلك في إيجاد رابط بين العاملين الديني والوطني عند أبناء الشعب الفلسطيني في أوروبا. ويبرز هنا الاهتمام الكنسي الأوروبي بالمقدسات المسيحية في فلسطين وترتيب حملات الحج للمقدسات المسيحية في فلسطين وخاصة القدس وبيت لحم حتى أثناء الانتفاضة. وقد وجد فلسطينيو أوروبا في هذا فرصة لكي يبشروا بعدالة قضيتهم. وأدى ذلك إلى التغيير شيئاً فشيئاً في الرأي العام الأوروبي يدعمه العديد من العوامل الموازية الأخرى، وهذا ما أفرز النتائج المبهرة للاستطلاع الأوروبي الشهير الذي خلص إلى أن الشعوب الأوروبية تعتبر دولة "إسرائيل" خطراً على السلم العالمي بنسبة ما يقرب من 59%.

لأي دارس أو باحث أو مطلع لا يمكن لهذه النسبة العالية من توجه في الرأي العام للشعوب الأوروبية أو أي شعوب أخرى أن تأتي من فراغ أو بين عشية وضحاها. وإنما لا بد من تضافر عوامل عدة عبر مدة من الزمن فيما يعد مجهوداً تراكمياً لكي تؤدي لتشكيل المزاج الساخط على الاحتلال الصهيوني لفلسطين، خاصة أن المنطق المباشر حسب العلاقة الاستراتيجية بين أوروبا والدولة العبرية وكذلك بعد أحداث أيلول/ سبتمبر 2001 وما نتج عنه يفترض أن "إسرائيل" قد نجحت في تكوين تحالف عالمي تقوده مع أمريكا ضد الإرهاب الفلسطيني العربي المسلم، كما يقولون.

لكنً ما حصل مع القضية الفلسطينية هو العكس تماماً، إذ انقلبت المعادلة. وهنا نسجل الأثر الأكبر والمباشر لانتفاضة الأقصى والظهور الواضح للظلم الواقع على الشعب الفلسطيني. فنعتقد أن فلسطينيي أوروبا والشعب العربي والجاليات المسلمة في أوروبا يدينون بالفضل لانتفاضة الأقصى للتحلل من الخوف والرعب وموجة العداء التي حلت في عموم أوروبا ضد العرب والمسلمين في أعقاب أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001. فلم يكن أشد المتفائلين والخبراء في قياس المزاج العام للشارع الأوروبي يتوقع أن تخرج مظاهرات بعد أحداث أيلول (سبتمبر) بسبعة أشهر، وبالتحديد في نيسان (إبريل) من عام 2002، للتضامن مع الشعب الفلسطيني في أعقاب أحداث مخيم جنين. وهذا ما أثر بشكل مباشر على اعتزاز الفلسطيني في أوروبا بانتمائه لفلسطين.

ولا يمكن لنا أن نغفل مساهمة العقلية الإسرائيلية المتعجرفة وضياع البوصلة السياسية في تأجيج موجة السخط ضد دولة العدوان، مما ساهم بشكل مباشر في ارتباط فلسطينيي أوروبا بوطنهم وبروز هويتهم الوطنية. فقد كان الانتخاب المباشر من قبل الناخبين لشارون رئيسا لوزراء الكيان الصهيوني، بما يحمله من سجل إجرامي بشع، كان بمثابة الإعلان الواضح عن أن هذه الدولة بشعبها هي دولة عصابات دموية من رئيسها إلى أصغر مواطنيها. وأن عدوانية هذه الدولة ودمويتها قد تعدت الشعب الفلسطيني إلى المتعاطفين معه من أوروبيين وغربيين جاءوا ليكونوا دروعاً بشرية تحمي الأبرياء وممتلكاتهم، كما حصل مع الشاب البريطاني توم هندرل والأمريكية راشيل كوري. وهذا ما أشعر الفلسطينيين في أوروبا أن عليهم مسؤوليات كبيرة، وإلا كيف يمكن لهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تقديم الآخرين لدمائهم دفاعاً عن عدالة القضية الفلسطينية عبر التطوع في حملة الدروع البشرية أو عبر أنشطة عشرات المؤسسات الأوروبية الداعمة للقضية والتي تعمل ليل نهار لصالح كشف الحقيقة.

ومثَّل الشروع في بناء الجدار العازل على الأرض الفلسطينية وما يحمله من سرقة للأرض الفلسطينية وتجريف لها وقلع للأشجار وتهجير للسكان مادة إعلامية عالمية ضد هذا الكيان. فساهم في تأجيج مشاعر الاستنكار، وازدياد التفاعل بين الفلسطينيين في أوروبا وقضيتهم وبروز هويتهم الوطنية. وأصبح هذا الجدار عنواناً لحملاتهم الإعلامية والدعائية كسباً لمزيد من المؤيدين للقضية متسلحين بقرار محكمة العدل الدولية الذي جرَّم الفعل الصهيوني.

أثبت الإسرائيلي مرة أخرى أنه عدو نفسه بعجرفته وغروره. فالعنصرية في العالم ممقوتة وفصل الشعوب عن بعضها طبقاً لعرقها منبوذ في العقلية الغربية، إذ ما زالت تجربة المعازل والكنتونات في جنوب أفريقيا وكذلك جدار برلين حاضرة في الذهن الغربي. والجدار في فلسطين غير بعيد عن هاتين التجربتين.

إن كل ما ذكر وغيره الكثير ينفي بشدة النظرية الصهيونية القائلة:إن بعد الجغرافيا والظروف المعيشية وتقادم الزمن كفيل بتغييب الهوية الفلسطينية وطي صفحة انتماء الفلسطيني لوطنه ومطالبته بحقوقه.

وهذا ما هو واضح في حملات الدفاع عن حق العودة والتي انتشرت في عموم القارة الأوربية، والتي شعر القائمون عليها بالخطر الذي يتهدد حق العودة ووجدوا في محاولة الحفاظ على الهوية الوطنية بين فلسطينيي أوروبا وسيلة ناجعة للتصدي لحملات النيل من الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة. فقد عقدت العشرات من الأنشطة والفعاليات إظهارا للحق الفلسطيني. وتم في الشهر الماضي تأسيس عدة مؤسسات فلسطينية منها مركز العدالة الفلسطيني في السويد، وقد كان لكاتب هذه السطور شرف المشاركة في حفل التأسيس الذي أقيم على قسمين في مدينتي مالمو وغوتنبرغ حضره ما يقرب من 1800 فلسطيني اجتمعوا على صعيد واحد صغيرهم وكبيرهم ينشدون للوطن. وكذلك الأمر في هولندا حيث أعلن قبل أسابيع قليلة عن تأسيس المنتدى الفلسطيني وحضره 900 شخص مع العديد من الشخصيات السياسية الهولندية، وقبله المنتدى الفلسطيني في بريطانيا والذي حضر حفله الأخير 500 فلسطيني. وتأتي كل هذه الأنشطة امتداداً لمجهود عشرات المؤسسات وروابط الجاليات الفلسطينية من إيطاليا جنوباً إلى فنلندا شمالاً. ولا ننسى مؤتمرات فلسطينيي أوروبا التي ترسخت سنوياً فالأول عقد في لندن والثاني في برلين وحضره لأول مرة 2000 فلسطيني قدموا من أكثر من 25 دولة أوروبية.

ولنفس هذا الغرض يعقد في السابع من شهر أيار/ مايو في السنة الجارية مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث تحت شعار فلسطين أرض وشعب وحدة واحدة لا تتجزأ: لا للجدار العنصري في فلسطين، ويتوقع أن يشارك فيه ما يقرب من 3000 فلسطيني من كافة أقطار القارة الأوروبية، ليؤكدوا علي تمسكهم بحق العودة. ويحل ضيفاً على المؤتمر كل من: سماحة الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ، والدكتور عطا الله حنا الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذوكسية في الأراضي المقدسة ، والدكتورة حياة المسيمي النائب في البرلمان الأردني عن منطقة الزرقاء ، والمفكر الفلسطيني منير شفيق ، والصحافي والكاتب رشاد أبو شاور ، والدكتور رائد نعيرات رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية ،والسيد عبدالله حوراني رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني ، والسيدة عصام عبدالهادي عضو المجلس الوطني ورئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية ، والمصور أحمد جادالله مراسل وكالة أنباء رويترز ، وتشارك فيه أيضاً فرقة الاعتصام للفنون الشعبية الفلسطينية من عرب 48. ويقيم هذا المؤتمر مركز العودة الفلسطيني ومقره لندن ورابطة فلسطين الإعلامية وجمعية المغتربين الفلسطينيين في النمسا.

وتثبت الأيام مرة أخرى أن القضية الفلسطينية ما زالت حية وتستعصي على محوها وأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقه مهما طال الزمن.

*مدير مركز العودة الفلسطيني ـ لندن

القدس العربي اللندنية 30/4(بتصرف يسير)

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة