الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم في منطقة العصعص عند الجلوس ولو فترة قليلة، فما سببه وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ فترة من شقّ في المستقيم، ولكن حاليًا أعاني من ألم في منطقة الجلوس (العصعص) أو المؤخرة، وذلك عند الجلوس ولو فترة قليلة، علمًا بأني سيدة متزوجة ولي 3 أطفال، فما هي مسببات الألم؟ والعلاج المناسب؟

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ... حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيجب التأكّد من أن هذه الآلام ليست من الشرج؛ لأنه قد يحصل ندبة مكان الشرخ، أو تسبب حصول بروز لحمي من منطقة الشرخ، ويمكن أن يشعر الإنسان بهذه اللحمية الصغيرة أثناء تنظيف المنطقة.

وأما آلام العصعص فتكون بعيدة عن منطقة الشرج بعدة سنتيمترات؛ لأن العصعص يبعد بضعة سنتميترات فقط عن فتحة الشرج، والعصعص يتكون من عدة فقرات صغيرة ضامرة مرتبطة ببعضها البعض، وبعظام الجزء الأسفل من الحوض عن طريق غضاريف مرنة، وأربطة قوية توفر لها مجالًا من الحركة يكون لازمًا لوظائف الجسم، خصوصًا عند النساء خلال الولادة؛ حيث يتحرك العصعص للخلف ليتوسع الحوض، ويسمح بخروج المولود بإرادة الله سبحانه وتعالى.

والعصعص معرّض لضغوط يومية تجعله عرضة للإصابات والالتهابات، هذه الإصابة قد تكون نتيجة ولادة متعسرة، أو نتيجة السقوط على الأرض وارتطام المؤخرة بأرض صلبة، أو نتيجة الجلوس لفترات طويلة على الأرض، أو على كرسي صلب، وفي الكثير من الأحيان لا يكون هناك سبب واضح ومعروف لظهور آلام العصعص.

فإذا كان الألم عندك نتيجة سقوط؛ فعادة ما يكون هناك آلام حادة وشديدة في منطقة العصعص، تزداد مع الجلوس، وعند النوم على الظهر، أما في الحالات الالتهابية فالآلام تظهر بشكل تدريجي، وتكون في منطقة العصعص، وتزداد مع الجلوس على سطح صلب، والجلوس لفترات طويلة، وتقل كثيرًا عند الوقوف والمشي، وهي لا تمتد إلى الفخذين والساقين، وعادة ما يضطر المريض إلى الجلوس بوضعية مائلة وغريبة على الكرسي لتفادي الضغط على منطقة العصعص الملتهبة، وقد تستمر لأسابيع أو أشهر، وتزداد مع مرور الوقت.

والمهم الفحص الطبي؛ لأنه يبين وجود آلام عند الضغط على منطقة العصعص، وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى الأشعة، وخصوصًا في حالات السقوط والإصابات؛ حيث يظهر الكسر أو الشعر أو الالتواء في العصعص، أما أشعة الرنين المغناطيسي فهي ذات دقة شديدة في تحديد منطقة الالتهاب وشدته في الحالات المزمنة.

وأهم أمر في العلاج؛ هو تجنب الجلوس على الأرض، وعلى أسطح صلبة وقاسية، وعدم الجلوس لفترات طويلة مستمرة، واستخدام مخدة العصعص الطبية في جميع الأوقات، عند الجلوس في البيت والعمل والسيارة طوال فترة العلاج، والتي قد تمتد لبضعة أسابيع.

- النوم على أحد الجانبين، واستخدام مرتبة لينة، أو وضع طبقة إسفنجية فوق المرتبة.

- الأدوية المضادة للالتهابات، والأدوية المسكنة عند اللزوم، مثل: (بروفين فولتارين، أو موبيك، أو تلكوتيل).

- جلسات علاج طبيعي، واستخدام الكمادات الموضعية، أو استخدام المغطس الدافئ يومًا بعد يوم.

- في بعض الحالات قد يلزم إعطاء حقنة موضعية في العصعص، تحتوي على الكورتيزون، والتي تساعد على إزالة الالتهاب من العصعص بسرعة وبفعالية، هذه الإبرة آمنة تمامًا، وموضعية، ويمكن تكرارها مرتين أو ثلاث إلى أن يختفي الالتهاب -بإذن الله-.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً