الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأفكار التشاؤمية.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله كل خير على هذا المجهود وجعله الله في ميزان حسناتكم.

سؤالي أوجهه إلى سعادتكم: ما السبيل إلى التفاؤل في عالم اليأس؟

أريد التخلص من النظرة التشاؤمية التي لا أرى غيرها، تتبعني في كل مكان أسير فيه، حتى وإن كان شيء يسعدني لا أشعر بذلك؛ لأنني أرى بعين التشاؤم.

دائماً الأفكار السيئة تراودني، أريد أعيش مرتاحة البال، لا يعكر صفو راحتي شيء.

عندما أذهب إلى أي مكان للاستجمام لا أشعر بالراحة بل أشعر أني أسوأ من ذي قبل، أشعر بأن كل من حولي يخدعونني، أشعر بأنني وحيدة لا أملك أحداً يساعدني، ولا يصبر علي.

أريد تغيير نفسي فأنا أم، وأريد أن أكون أسرة مستقرة سليمة، فهل يوجد لي حل، وهل يمكني القيام بذلك بمفردي؟

أرجو مساعدتي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على سؤالك ونقول لك يا أختي هوني عليك؛ فالتشاؤم صفة مرتبطة بالنفس البشرية؛ يتفاوت الناس في قابليتهم بالتفاعل معها وكذلك الأمل والرجاء.

يرى علماء النفس السلوكيين خاصة (واطسن - وبيك) أن أفكارنا التشاؤمية والسلبية كلها مكتسبة وهي التي تؤثر على مزاجنا بصورة سلبية قد توصلنا لحالة من الاكتئاب ومزيدا من التشاؤم، وعليه متى ما أدركنا ضرورة استبدال أفكارنا السلبية بما يقابلها من أفكار إيجابية اعتدل مزاجنا وانقشع الاكتئاب والتشاؤم.

نرى -يا أختي- أن سوداوية المزاج المرتبطة بشخصيتك وربما عدم ثقتك في الآخرين هي ناتجة عن تفكير واستجابات سلبية ونتج عن ذلك مزيد من التشاؤم وهكذا الدخول في حلقة نفسية مفرغة.

أنت محتاجة -يا أختي- أن تنظري إلى كل فكرة تشاؤمية تنتابك بدقة وتمعني وتحددي ما يقابلها من أفكار إيجابية بدقة وتمعني أيضاً، وتجري حوارا مع ذاتك يمكن بنهايته تجدي أن الأمل والرجاء قد رجحت كفته، فعلى سبيل المثال إذا فكرت في المرض كفكرة تشاؤمية يجب أن تفكري مباشرة في كلمة الصحة كمقابل إيجابي وتكرر كلمتي ( مرض - صحة ) مئة مرة ثم بعد ذلك تكرري كلمة صحة فقط مئة مرة أخرى وهكذا مع بقية الأفكار التشاؤمية، يقول "بيك" أن هذه الطريقة تغير في الهندسة المعمارية لتفكيرنا وتأتي بأفكار إيجابية جديدة تجلب الأمل والرجاء، والأمل والرجاء حتى يكونا فاعلين لابد أن يشوبهما شيء من الخوف والتشاؤم أولاً.

أختي! كوني كصاحب المتجر واجردي حياتك ستجدين أن إيجابياتك كثيرة جداً وستجدين أنك لم تفكري في هذه الإيجابيات بصورة إيجابية إنما اعتبرتها مسلمات وهذا هو الذي أوقعك في التشاؤم.

نصيحة أخرى إذا فكرت في موضوع أو مشروع ما بصفة تشاؤمية وكانت النتائج عكس ذلك -أي إيجابية- عليك أن تضخمي وتجسمي هذه النتائج الإيجابية وسوف تري أنها بدأت أيضاً ترفع من كفاءتك النفسية وتقلص وتحقر التشاؤم.

لا شك -يا أختي- أن التشاؤم يحمل معه دائماً الخوف من المستقبل وهذه علاجها بسيط حيث إنه من ثوابت عقيدتنا الإسلامية: التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، وفي نظرنا يمثل هذا حافزاً نفسياً كبيراً.

حتى نتأكد من التخلص من أي مزاج اكتئابي لديك أرجو أن تتناولي بعض الأدوية المحسنة للمزاج ومنها العقار المعروف باسم (سبرام) يمكن أن تتناوليه بمعدل 20 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أربعة أشهر، وهذا العقار سليم جداً وخال من الآثار الجانبية وسوف يتحكم بإذن الله في المحور البايوليجي المتعلق بالاكتئاب والتشاؤم.

وختاماً: أختي، تفاءلي بالخير تجديه، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات ام محمد

    رد جميل ..جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً