الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من الأمراض الباطنية الناتجة عن التوتر

السؤال

السلام عليكم..

كنت في زيارة إلى سوريا، وعانيت من بعض المشاكل مع الزوج وأهله، ثم رجعنا إلى ألمانيا معا، وقبل وصولي إلى ألمانيا بخمسة أيام عانيت من ألم في البطن، وكان التنفس صعبا، ثم بعد أسبوع زالت الآلام.

وبعد أسبوعين شاهدت فيلما كان عادياً بالنسبة لي، وبعد ما انتهى، شعرت بصداع عنيف، شعرت بأني سأجن، وأفقد عقلي، وأصبحت بعدها أشعر بآلام في البطن والمعدة.

عملت عملية تنظير للمعدة، ولم يتبين أن معي شيئاً، وصورت بطني عدة مرات، وقالوا: ليس معي شيء، ثم قالت لي الدكتورة: يمكن أن نشق بطنك، ونرى ماذا به، ولكني لم أفعل.

وإلى الآن عندما أشعر بالصداع، أشعر أن بطني ومعدتي تؤلمني، وأشعر أن الدنيا ضاقت بي، ويراودني شعور اليأس، مع العلم أني الآن أعيش مع زوجي وابنتي وحدنا في ألمانيا، وزوجي أخلاقه حسنة معي، وأنا أكره الآن رؤية الأفلام.

أفيدوني، جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة/ رولا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن ما تشكين منه أختي الفاضلة هو نفسي أكثر مما هو عضوي، وهو ناتجٌ عن تراكمات مشاكل الحياة، وما يدل على ذلك هو الفحوصات الطبيعية، وتزامن أكثر من عرض في أكثر من مكان بالجسم، وشعورك باليأس، ولا أظن أنك تحتاجين فحوصات أخرى، ولا عملية جراحية -لا كتبها الله عليك-.

ما عليك إلا أن تشدي العزم، وتضعي الحلول للتخلص من هذا التوتر، وتحلي مشكلتك التي تعانين منها بنفسك.

أولاً: يجب أن تقنعي نفسك أن هذا الذي تشكين منه هو مرض نفسي أكثر من أن يكون عضوي، وقد يحتاج هذا إلى بعض المتابعة للأعراض في الأسابيع القادمة حتى يطمئن قلبك .

ثانياً: لا مانع من أخذ بعض الأدوية التي تخفف الأعراض وتقلل التوتر، مثل Librax 5MG مرتين في اليوم كل 12ساعة.

ثالثاً: إليك الوسائل التي تساعدك على التخلص من التوتر:

1- أكثري من قراءة القرآن والاستماع إليه.

2- إن شعرتِ بتعكّرٍ في مزاجك، فعليك بالخروج، وأخذ كميات كبيرة من الأوكسجين عن طريق ممارسة رياضة التنفس المعروفة.

3- حاولي أن تتجنبي الخلافات الزوجية والخلافات مع أهل الزوج، حتى ولو ضحيتِ أنت وكنت مظلومة، وأن تجعلي المشاكل التي تتعرضي لها صغيرة مهما كان حجمها، وحاولي أن تواجهي مشاكل الحياة بصبرٍ وسعة صدر، وسيطري على انفعالاتك إن شعرت بالعصبية والتوتر؛ لأنك أنت الفائزة في النهاية.

4- اقرئي الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي كلما شعرت بضيق أو ألم، واطلبي من الله أن يخفف عنك هذه الحالة.

5- اهتمي بساعات النوم والطعام والراحة.

أسأل الله أن يسعدك في الدنيا والآخرة .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً