الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجلوس مع الأقارب ونصحهم عند مشاهدة الدش

السؤال


السلام عليكم.

مشكلتي أنني في بعض الأوقات أجلس مع أقاربي في مجلس، ويكون في هذا المجلس دش، وبعضهم يضع على الأغاني أو المسلسلات، وأنا في الحقيقة لا أستطيع أن أتكلم أو أن أمنعهم أو أنصحهم، وأنا لا أدري هل هو خوف من ردة الفعل أو من شيء آخر؟ وأنا ملتزم وعلي ملاحظات في بعض الأشياء، وإخواني يذهبون لهذه المجالس وأنا لا أذهب بعض الأحيان للسبب السابق، وأتحرج من ذلك لسؤالهم عني إذا لم أحضر.

والسؤال هو: كيف أتعامل مع مثل هذه المواقف إذا حصلت في مجلس أنا موجود فيه؟ علماً بأنني أخاف من أن أنصحهم، وأعطوني شيئاً يقويني على نصيحتهم.

وشكراً لكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / مجد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن رسولنا صلى الله عليه بعث بصلة الأرحام وكسر الأوثان، ولن يدخل الجنة قاطع رحم، وأولى الناس بالخير والدعوة والنصح والمعروف هم أقرباء الإنسان، وقد كان من أوائل ما نزل على رسولنا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ))[الشعراء:214]، وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على عرض الدعوة على أقربائه، وكرر المحاولات حتى آمن بعض أعمامه وعماته عليه صلاة الله وسلامه.

ولا يخفى عليك أن الهداية بيد الله، ولكن المسلم يعرض دعوته في أدب ولطف، ويدعو للعصاة بالهداية ويقيم الحجة عليهم، ويعذر إلى الله بأداء ما عليه.

ولا شك أن وجودك معهم أفضل من الانعزال إلا إذا خفت على نفسك الفتنة، وننصحك بإظهار عدم الرضا بأسلوب لطيف، خاصة عندما يسألونك عن سبب الغياب، فيمكن أن تعبر لمن تتوسم فيه الخير عن مشاعرك الحقيقية، وتذكر له ما يضايقك وتطلب منه مساعدتك في إيجاد البدائل المناسبة، وسوف تجد بإذن الله من يوافقك في بعض آرائك.

ويمكن أن تكون معهم بجسدك، ولا يستطيع أحد أن يجبرك على رؤية أشياء لا تريدها، واشغل نفسك بالمفيد، واحرص على أن تكون إلى جوارهم، ولكن اجعل في يديك كتاباً نافعاً، واشغل نفسك بالأشياء المفيدة، وذكرهم بأنكم تجتمعون لتقوية الصلات وليس لمشاهدة الشاشات، واختر لنصائحك الأوقات المناسبة والأسلوب الطيب والكلمة اللينة، ولا تنصحهم أثناء متابعتهم للمنكر، ولكن إذا انتهى المشهد فذكرهم بأن هذا الشيء يخالف ديننا وقيمنا، وحبذا لو استخدمنا هذه الأوقات في الأشياء النافعة.

وأرجو أن تعقد مقارنة بين مصلحة وجودك معهم والمفاسد المترتبة في حالة الغياب عن مجلسهم، واعلم أن الذي يخالط الناس ويصبر على الأذى خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، وإذا رفع الناس صوتهم بالباطل فلماذا لا ترفع صوتك بالحق؟ أرجو أن تحاول وسوف تجد الخير والمبشرات.

والله ولي التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً