الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رعشة ودوخة وخفقان وألم في الرأس..ما تشخيصها وعلاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ حوالي ثلاث سنوات من صدمة عصبية بسبب مشاكل مع زوجي، ومنذ ذلك الوقت بدأت أعاني من مشكلات صحية متكررة.

راجعت عددًا من الأطباء في تخصصات مختلفة، مثل الباطنية، والمخ والأعصاب، والعظام، كما أجريت جميع التحاليل والفحوصات اللازمة، وكانت جميع النتائج سليمة.

وأخيرًا: تم تشخيص حالتي على أنني أعاني من القلق ونوبات الفزع، وأتناول الآن دواء دوجماتيل بتركيز 50 ملغ منذ ثلاثة أسابيع، لكن لم أشعر بأي تحسن.

أكثر الأعراض التي تزعجني هي الرعشة، وخفقان القلب، خصوصًا الدوخة المزمنة والمستمرة، والتي تتركز في مؤخرة الرأس والرقبة، أرجو منكم الرد بسرعة، فأنا متعبة جدًا.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي وصفتِها بأنها تأتيك في شكل رعشة وخفقان في القلب، وكذلك الدوخة وألم في مؤخرة الرأس؛ هذه الأعراض نستطيع أن نقول إنها من النوع الذي يُعرف بالأعراض النفسوجسدية (Psychosomatic)، وهذا النوع من الآلام والأعراض الأخرى يكون منشؤه في أغلب الأحيان القلق والتوتر النفسي.

وخفقان القلب المتسارع الذي يعطي الشعور بالخوف، يكون أيضًا مرتبطًا بنوع معين من القلق يُسمى بنوبات الفزع أو الهلع، ويسميه البعض بالاضطراب الفزَعي.

الذي أرجوه منك هو أن تنظري إلى الأمور بينك وبين زوجك بصورة أكثر عقلانية، وأن تكوني في جانب الحكمة والفطنة، وتتقربي إلى زوجك، وتكوني متسامحة، وتختاري الأوقات المناسبة لمزاجه من أجل مناقشة الأمور الزوجية معه، فالمحافظة على الزواج أعتقد أنها من سمات الزوجة الذكية، حتى وإن كان الزوج صعب المراس.

فالذي أرجوه منك هو ألّا تنظري أبدًا إلى زواجك بسلبية شديدة، فكري فيما هو إيجابي، وحاولي أن تعززي العلاقات الإيجابية مع زوجك، وأن تكوني متسامحة، وأن تجدي له العذر في التصرفات السلبية؛ فهذا سوف يجعله يُقبل عليكِ بصورة تكون مفيدة لكِ وله ولبيت الزوجية -إن شاء الله تعالى-.

أمَّا بخصوص العلاج الدوائي الذي وُصف لك، وهو (دوجماتيل، Dogmatil)، فهو دواء لا بأس به، وإن لم تشعري بأي تحسن، فمن الأفضل التوقف عن تناوله.

ورغم أن الدوجماتيل دواء جيد وممتاز، إلا إنه يُؤخذ عليه أنه قد يرفع هرمونًا يسمى (برولاكتين، Prolactin)، ويُعرف شعبيًا بهرمون الحليب، وهذا الهرمون هو الذي ينظم الدورة الشهرية لدى النساء، ومن ثم فإن ارتفاعه قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، لذلك هذا سبب إضافي للتوقف عن تناول الدواء.

العلاج الأفضل لحالتك هو العقار المعروف تجاريًا باسم (سيبرالكس - Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (اسيتالوبرام - Escitalopram)، وهو دواء مضاد لنوبات القلق والفزع، وكذلك الوساوس والمخاوف، كما أنه محسّن ممتاز للمزاج، وفوق ذلك فهو دواء آمن لا يسبب الإدمان أو التعود، كما أنه لا يؤثر سلبًا على الهرمونات الأنثوية.

فأرجو أن تبدئي في تناول السيبرالكس بجرعة عشرة ملغرامات يوميًا، يمكن تناوله في النهار أو في الليل، ومن الأفضل بعد الأكل.

استمري على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم ارفعيها إلى عشرين ملغرامًا يوميًا، واستمرّي عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفّضي الجرعة إلى عشرة ملغرامات يوميًا لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة ملغرامات يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء يأتي فقط في عبوتي عشرة وعشرين ملغرامًا، ولا توجد عبوة بخمسة ملغرامات، لذا حين تنتقلين إلى الجرعة الأخيرة (خمسة ملغرامات)، قومي بتقسيم حبة العشرة ملغرامات إلى نصفين وتناولي نصف حبة فقط.

إضافة إلى السيبرالكس، أنصحك أيضًا بتناول دواء مساعد خفيف يُعرف تجاريًا باسم (إندرال - Inderal)، ويُعرف علميًا باسم (بروبرانولول - Propranolol)، بجرعة عشرة ملغرامات صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة ملغرامات صباحًا فقط لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله.

كما أن هناك تمارين تُعرف بتمارين الاسترخاء، وهي مفيدة جدًّا لمثل هذه الحالات، لذلك: أرجو أن تحصلي على كتيّب أو مقطع فيديو يوضح كيفية أداء هذه التمارين، أو يمكنك التواصل مع أخصائية نفسية لتدريبك عليها، فهي تمارين فعّالة ومجدية للغاية.

ولا شك أن ممارسة الرياضة -وأعني بذلك أي رياضة تناسب المرأة المسلمة- سوف تجدد طاقاتك النفسية والجسدية؛ وهذا أيضًا يعود عليك بفائدة كبيرة.

وأنصحك أيضًا بأن تنامي على وسادة خفيفة؛ لأن استخدام الوسائد المرتفعة أثناء النوم يؤدي إلى شدٍّ في عضلات الرقبة؛ مما يسبب ألمًا في مؤخرة الرأس، وقد يُسهم في استمرار الدوخة، فأرجو أن تتبعي هذه النصيحة البسيطة.

ختامًا، نسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على ثقتك، ونسأل الله أن ينفع بنا جميعًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً