الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في الزواج لأن في ذمتي حقًا لأحد الأشخاص، فما نصيحتكم لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 26 سنة، وقد بدأت بممارسة العادة السرية منذ 13 سنة، وهو أمر أثّر عليّ كثيرًا بشكل سلبي، ولا أرغب في الخوض في تفاصيله لصعوبته، لكن -بفضل الله- استطعت التقليل منها بشكل كبير، وأسأل الله أن يكرمني بتركها تمامًا، وقد تيسرت لي الآن أمور الزواج، ولكن هناك أمران يشغلان بالي:

أولًا: أخشى أن أعاني من سرعة القذف بسبب الماضي، وهذا يقلقني عند الإقبال على الزواج.
ثانيًا: هناك مظلمة في ذمتي لشخص ما، ولا أملك حاليًا القدرة على ردها، وفي الوقت نفسه أشعر أن زواجي سيساعدني كثيرًا في التخلص من العادة بشكل نهائي.

وهنا سؤالي: هل الأفضل أن أبدأ برد المظالم رغم عدم قدرتي الآن، أم أتزوج أولًا، ثم أُعالج موضوع المظالم لاحقًا عندما تتيسر أموري بشكل أفضل؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أيها الأخ الكريم- في موقعك استشارات إسلام ويب، وقد وفقت للصواب حين أدركت مخاطر هذه العادة السيئة، ونتمنى أن تجاهد نفسك للتخلص منها، وذلك أمر يسير إن صدقت النية، وأخذت بالأسباب المعينة، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

1- الإكثار من الصيام، فإنه يقطع الشهوة كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء).
2- الابتعاد عن المثيرات للشهوة، كالنظر إلى النساء أو إلى صورهن.
3- شغل النفس بالشيء النافع، وملء الوقت بالبرامج المفيدة التي لا تدع فراغًا، وممارسة الرياضة؛ بحيث إذا أتيت الفراش تأتيه وأنت بحاجة إلى النوم، فلا تذهب بك الأفكار كل مذهب.

وقد أحسنت -أيها الأخ الحبيب- حين بدأت بالاستعداد للزواج، فهذا من خير ما تفعله لتحصين نفسك، ونحن نبشرك -بعون الله تعالى وتوفيقه- ما دمت تريد بذلك العفاف، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حق على الله عونهم)، ومنهم (ناكح يريد العفاف).

لكن ما ذكرته من مظالم للناس؛ فإن عليك أن تبدأ بردها قبل الزواج، فمظالم العباد يجب ردها على الفور؛ لأن التوبة لا تصح إلا بها، واستعن بالله تعالى، وأكثر من دعائه واستغفاره، وسيجعل لك من أمرك يسرًا ومخرجًا.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً