الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي بطء في الفهم مع ضعف في التركيز، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 24 سنة، هادئة وخجولة وقليلة الكلام، أعاني في أغلب الأحيان من بطء الفهم وضعف التركيز؛ فعندما أسمع موضوعًا أو أقرأه، لا أفهمه من المرة الأولى، بل أحتاج إلى قراءته أو سماعه مرة ثانية، أسرح كثيرًا وأعاني من النسيان، رغم أنني خريجة جامعية.

لا يلاحظ من حولي هذه المشكلة، ومع ذلك أشعر بالقلق منها، خاصةً بعدما تقدم لي شاب وتمت الخطبة، لكن لا يوجد تواصل بيننا لأنني أخشى أن يلاحظ ذلك عليَّ، وأختي ترى أن مشكلتي تكمن في ضعف الثقة بالنفس، وتؤكد أنه لا ينقصني شيء.

هذه المشكلة تُسبِّبُ لي القلق والاكتئاب، مع أنني أدعو الله دائمًا أن يفرج عني، وأصلي وأكثر من الاستغفار، فهل دواء بروزاك مفيد لضعف التركيز؟ وهل له مضاعفات أو أضرار؟ وهل يتوفر في بلدي؟ أم هل توجد أدوية مناسبة لمشكلتي؟ وهل فحص الدم ونسبة الهيموغلوبين لها علاقة بهذه الحالة؟

أرجو مساعدتي في إيجاد حل يفيدني ويأتي بنتيجة، خاصة أنني مقبلة على مرحلة جديدة في حياتي.

مع خالص شكري لكم، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق مع أختك تمامًا في أنَّك لا تعانين من مرض نفسي حقيقي، وما تمرين به قد يكون مجرد ظاهرة عابرة، فأنت تميلين إلى العزلة، وبما أنك خجولة، فإن ذلك قد أدى إلى بعض الاحتقانات النفسية الداخلية الناتجة عن قلة التعبير عن الذات، وهذا الاحتقان النفسي ظهر في شكل قلق نسميه القلق المقنع، ومن أبرز سمات القلق أنه يُضعف التركيز أحيانًا، ويبدو أن القلق لديك قد اتخذ طابعًا وسواسيًا بسيطًا، ومع ذلك لا أرى أنك تعانين من اكتئاب نفسي.

إذًا حالتك أبسط من ذلك بكثير -بإذن الله-، ولذا أنصحك بأن تكوني أكثر إيجابية في تفكيرك؛ فبحمد الله، لديك الكثير من الجوانب الجميلة في حياتك، وأنت الآن مقبلة على الزواج، وقد أتممت دراستك الجامعية، وهذه خطوات مهمة ومبشرة، وما تحتاجينه فقط هو العمل على تطوير مهاراتك الاجتماعية بعض الشيء.

حاولي أيضًا أن تتواصلي مع صديقاتك بقدر الإمكان، واجلسي مع أسرتك وتفاعلي معهم، واعملي على تنظيم وقتك بشكل مفيد؛ فإدارة الوقت تفتح أمام الإنسان آفاقًا جديدة، وتُعزّز من طاقته الإيجابية.

أنصحك كذلك بممارسة أي نوع من التمارين الرياضية المناسبة للفتاة المسلمة، فهي مفيدة جدًّا للصحة النفسية والجسدية على حد سواء.

أمَّا بخصوص الفحوصات العامة، فهي مهمة وضرورية، وخاصة التأكد من نسبة الـ (هيموغلوبين - Hemoglobin) وكريات الدم البيضاء، فهذا مطلوب في جميع الأحوال، لأن نقص الهيموغلوبين يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية معًا.

وبخصوص العلاج الدوائي، رغم ترددي في وصف دواء لك نظرًا لبساطة حالتك، إلَّا إنك قد أشرت إلى "بروزاك – Prozac" لتحسين التركيز، وهو بالفعل من الأدوية الجيدة، لذا لا مانع من تناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميًا بعد الأكل، لمدة ثلاثة أشهر فقط، دون الحاجة للاستمرار بعد ذلك.

وانطلقي في حياتك بفكر جديد ومهارات جديدة، وكوني أكثر ثقة في نفسك، وأسأل الله تعالى أن يتم لك الزواج، وأن تعيشي حياة سعيدة مع زوجك، ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً