الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدان التوازن وعدم الإحساس بالواقع وعلاقة ذلك بالقلق وكيفية علاجه

السؤال

أنا عندي أعراض القلق والخوف النفسي الشديد، وبعدها اكتشفت أني لا أشعر بالواقع نهائياً، وطول الوقت كأني في حلم.

كما أعاني من الرعشة عند أداء الحركة، وأيضاً صعوبة في الحفاظ على التوازن، مع أني لا أعاني أي مشاكل صحية، وهذا الموضوع يزيد من حالة القلق والخوف، حتى أني أخاف أن أكون مصاباً بشيء مثل: MS أو غيره، وفكرت في عمل أشعة Mri حتى أستريح من التفكير والقلق، خاصة أني أشعر بدوخة وثقل الرأس.

أرجو رأيك يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Basem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن القلق والخوف الشديد ليس من الأعراض التي نشاهدها مع مرض (MS) والذي يعرف بـ (التصلب المتعدد)، ولكن ما دمتَ مشغولاً بهذا المرض لابد أن تقوم بإجراء الفحص المطلوب، وهو أن تقابل طبيب الأعصاب لعمل الـ (Mri)، واختبارات الأعصاب الأخرى التي يستطيع الطبيب من خلالها نفي وجود هذا المرض إن شاء الله تعالى.

أنا أعتقد أن خوفك من الـ (MS) سوف يسبب عبئاً نفسياً ثقيلاً عليك، ومهما كانت محاولات التحسن من جانبك، وتجاوز هذه الأعراض، إلا أن قلقك الداخلي حول الإصابة بهذا المرض سوف يظل موجوداً؛ ولذا أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن تذهب وتجري الفحص المشار إليه؛ وذلك حتى تقطع هذا الشك باليقين إن شاء الله تعالى.

قناعاتي قوية جدّاً أن الحالة هي حالة قلقية، وليس أكثر من ذلك، ويعرف أن القلق أيضاً قد يؤدي إلى الرعشة، قد يؤدي إلى الشعور بالدوخة، وفقدان التوازن، هذا موجود - وإن شاء الله - بعد أن تقوم بإجراء الفحص، والتأكد من أن كل شيء سليم، هنا يمكنك أن تتناول بعض الأدوية المضادة للقلق، مثل عقار يعرف تجارياً باسم: (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم: (سلبرايد Sulipride) والجرعة المطلوبة هي خمسون مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسون مليجراماً في الصباح لمدة شهرين أيضاً، ثم تتوقف عن هذا الدواء.

وبجانب السلبرايد عليك أيضاً بتناول دواء (مودابكس Moodapex) والذي يعرف علمياً باسم: (سيرترالين Sertraline) فهو دواء فاعل وممتاز جدّا لعلاج الخوف المصحوب بالقلق، وجرعته هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراماً (نصف حبة) يومياً، يفضل تناولها في ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوع، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة يومياً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة مرة أخرى، واستمر عليها لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه أدوية سليمة وفاعلة وغير إدمانية - كما ذكرت لك - وبجانب العلاج الدوائي أنت أيضاً محتاج لأن تمارس التمارين الرياضية، وهذا - إن شاء الله - سوف يساعدك كثيراً، وهنالك أيضاً تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، يمكنك أن تداوم عليها وأن تتدرب عليها من خلال الحصول على شريط أو كتيب يوضح كيفية إجراء هذه التمارين أو يمكنك التواصل مع أخصائي نفسي – وليس طبيباً نفسياً – ليقوم بتدريبك على هذه التمارين.

إن شاء الله بعد أن تقوم بإجراء الفحص اللازم المشار إليه تطمئن تماماً، وبعد ذلك أعتقد أنه من الواجب أن لا تقلق أبداً، وتناولك للأدوية التي ذكرناها سوف يكون ذا فائدة كبيرة جدّاً بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب محمد

    أنا أعاني من نفس الأمر و لا أجد حلا لذلك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً